يبدو أن مسلسل الانقسام داخل جماعة الإخوان الإرهابية لن تنتهي فصوله قريبًا، خصوصًا وأن في كل يوم تهل علينا الجماعة بحالة انقسام جديد في الصف، الأمر الذي يوضح حالة الانشقاق الكبيرة التي وقعت فيها الجماعة.
أخر هذه الحلقات كانت عندما هاجمت الإخوانية الهاربة آيات عرابي رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الذي أسسه يوسف القرضاوي ووصفته بالمنافق والكاذب، حيث قالت عرابي، في تصريحات لها عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، إن أحمد الريسونى هو شخص مهرج وأراجوز ويضلل أنصاره من الإخوان.
وأضافت:"هذا ما أحذر منه منذ ظهور ذلك المهرج على الساحة، فالريسونى ضال مضل"، مواصلة: "هذا شخص ضال منافق، وقلت من البداية أن هذه المخلفات التى يطرحها الريسونى والغنوشي وأردوغان تلتقى مع المخلفات".
وفي نفس السياق، اعترف عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، بأن إعلام الإخوان فشل فشلًا زريعًا في الفترة الحالية، رغم امتلاكه لميزانيات ضخمة للغاية تماثل ميزانيات دول.
وقال، فى تصريحات له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "يبدو أن هناك ثأرًا قديمًا بين الإسلاميين والإعلام، حيث إن المحاضن التربوية المغلقة التى يظن الإسلاميون خطأ أنها الوسيلة الصحيحة للتربية هى وسيلة خاطئة".
وتابع عبد الماجد: "كيف تفسر أن القنوات الإسلامية ومعها قناة مصر 25 المعبرة عن الإخوان فشلت أمام القنوات الأخرى قبل 30 يونيو، وقنوات الإخوان فى إسطنبول فى الفترة الحالية فشلت أيضا"، متابعًا: "لا تحدثنى عن فرق الإمكانيات فقد كنت تمتلك ميزانية دولة، فضلاً عن ميزانية أكبر حركة إخوانية، ومن يفشل إعلاميا وهو يمتلك كل هذه الإمكانات فالعيب فيه بالتأكيد".
عاطف مغاوري، نائب رئيس حزب التجمع، قال إن مصر لها ميزة منفردة بها عن غيرها من الدول عبر تاريخها أن كل من يمارس أي شكل من أشكال المعارضة في الخارج يتعرض للفشل.
وأضاف مغاوري لـ "بلدنا اليوم" أن عناصر الإرهابية يعتمدون على التمويل وهذا التمويل يحقق مغانم للبعض، مايخلق في النفوس نوعًا من الصراعات نتيجة للأموال التي تتدفق عليهم بلا حساب، لأن الجهات الممولة هدفها استمرار هذا البوق المعادي لمصر الذي يشكك في كل شيء داخل الدولة.
وتابع نائب رئيس حزب التجمع أن عناصر الإرهابية خرجت لخارج مصر متخيلين أن الأمر لن يستغرق سوى شهور ويعودون لمصر، وحينما طالت بهم الفترة وانكسرت حدة التحركات التي كان يقوم بها أنصارهم في الداخل أصبحوا في مأزق كبير، خصوصًا أن منهم من يعيش عيشة ضنكا في الخارج ومنهم من يعيش عيشة الملوك.
وواصل أن مصير التنظيم الاضمحلال وأن يصبح مثل "خيال المأتة"، مؤكدًا أن تنظيم الإخوان لم يراجعوا أخطائهم طوال تاريخهم، موضحًا أن هذا هو مقبرة التنظيم وعدم تصحيحه لأخطائه.
فيما قال الدكتور سعيد حساسين، عضو مجلس النواب، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب السلام الديمقراطي، إن عناصر جماعة الإخوان الإرهابية بدأت في شن الهجوم على القيادة السياسية، منذ سقوطهم في 2014 عبر وسائل عدة على رأسها وسائل الإعلام.
وأضاف حساسين لـ "بلدنا اليوم" أن الإخواني معتز مطر يتقاضى ما يقرب من 90 ألف دولار في قناة الشرق، متسائلًا عن الممول، في حين أن القناة لا تعرض إعلانًا واحدًا وذلك منذ عام 2014، مؤكدًا أنهم فشلوا في التأثير في الشارع المصري عقب فض رابعة والنهضة، كاشفًا أن الأشهر المقبلة ستشهد كشف الكثير من ضائح الإخوان.
وتابع عضو مجلس النواب أن حالة الانقسام الواقعة حاليًا نابعة من أنهم مجموعات إرهابية كل جزء منها يرغب في أن يحصل على أكبر نصيب من الأموال التي يمولون بها، قائلًا: "لما واحد يقعد في تركيا بيصرف منين من 6 سنين، وهو في نهاية الأمر كان موظف هنا في مصر"، مؤكدًا أن التمويل بدأ ينقص نتيجة لفشلهم في تحقيق الأهدف المطلوبة منهم فبدأ الخلاف والانقسام في الظهور أمام الجميع.
وواصل رئيس الهيئة البرلمانية لحزب السلام الديمقراطي أن الشعب المصري أدرك نوايا الجماعة الإرهابية، مشيرًا إلى إدراكه للمشروعات التنموية التي تجريها الدولة على الأرض من قناة السويس الجديدة، والمدن الجديدة، ورصف الطرق وغيرها من المشاريع التنموية.