خاص|د. أحمد عامر: المصريون القدماء أول من قدسوا العمل وأسّسوا أولى النقابات العمالية في التاريخ

الخبير الأثري يؤكد: عمال بناء الأهرامات كانوا يتمتعون بحقوق كاملة وأجورهم مواد غذائية.. وعرفوا الإجازات والتنظيم النقابي

السبت 03 مايو 2025 | 09:03 مساءً
كتب : أمنية محمد السيد

أكد الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، د. أحمد عامر أن المصريين القدماء كانوا أول من قدسوا قيمة العمل، ونجحوا في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، مما مكنهم من بناء حضارة عظيمة تركت للعالم الأهرامات والمعابد والمسلات والمقابر، كدليل خالد على براعتهم ومهاراتهم الفائقة.

وأوضح "عامر" في تصريحات خاصة لموقع "بلدنا اليوم"، أن المجتمع المصري القديم عرف تنوعًا كبيرًا في المهن والحرف، حيث لعب الصُنّاع والفنانون والنحاتون دورًا محوريًا في إنشاء روائع العمارة الدينية والجنائزية، والتي تميزت بها الحضارة المصرية القديمة. 

وأضاف أن العمال والمزارعين شكلوا الكتلة الكبرى من الشعب، بينما توزعت طبقات المجتمع إلى: طبقة عليا ضمت الملك وأمراء الأسرة الحاكمة والوزراء وقادة الجيش وكبار الكهنة، وطبقة وسطى من الموظفين والمهندسين والحرفيين المهرة، وطبقة دنيا من صغار الموظفين وأفراد الجيش والشرطة والعمال والفنانين والخدم.

وأشار إلى أن الدولة الفرعونية منحت العامل حقوقًا متعددة أثناء أدائه لعمله، مبينًا أن فريق العمل الذي كان يشيد مقابر الفراعنة ضم بين 40 إلى 60 عاملًا، يعملون تحت إشراف "معلمين" وخطاطين يتبعون مباشرة الوزير، مع ساعات عمل لا تتجاوز 8 ساعات يوميًا. 

وأضاف أن أجورهم كانت تُصرف في صورة مواد غذائية من مخازن الدولة، شملت الخضروات والأسماك والحبوب والزيوت، بالإضافة إلى مكافآت خاصة في الأعياد والمناسبات الملكية، مثل الجعة المستوردة وملح النطرون.

وكشف "عامر" أن عمال مصر القديمة حصلوا على إجازات خلال الأعياد، وتمتعوا بحقوق مثل تشكيل النقابات وتنظيم الاحتجاجات، مشيرًا إلى أن قرية "دير المدينة" تعد نموذجًا فريدًا لمجتمع العمال المنظم، حيث تعود بداياتها إلى عهد الملك تحوتمس الأول. 

وكما أكد أن الملك أمنحوتب الأول كان أول من أسس نقابة للعمال والنحاتين، مبينًا أن تقارير العمل القديمة تشير إلى أن العمال لم يُجبروا على الأعمال القاسية، وأن الغياب عن العمل كان مشروعًا لأسباب متعددة مثل المرض أو حتى الإفراط في شرب الجعة.

اقرأ أيضا