"أنا مقصر.. ومسئول عن الحادث لتركي القطار للتشاجر مع زميلي.. ويا رتني كنت بطلت الجرار"، بتلك الكلمات اعترف علاء فتحي، سائق قطار محطة مصر، بمسئوليته عن الحادث الذي أودى بحياة 20 فردًا، وإصابة 43 آخرين، وجاء ذلك في حواره مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج "كل يوم" المذاع على قناة "أون إي".
وبدأت الكارثة بمشاجرة بين سائق الجرار وآخر، والتي دفعت الأول إلى النزول من الجرار لمعاتبة السائق الآخر، ثم فوجئ بتحرك الجرار بمفرده وبسرعة كبيرة نحو رصيف رقم 6 بمحطة مصر.
وظهر على سائق القطار ملامح الصدمة والذهول خلال الحوار بسبب عدم استيعابه لهول الحادثة التي تسبب فيها.
وروى السائق علاء فتحي، تفاصيل الواقعة، قائلًا: "طبيعة عملي تقتصر على إدخال الجرارات والعربات إلى الورشة حتى تخضع إلى الصيانة، ومهمتي من المحطة للورشة، ولا أسوق القطارات لمسافات طويلة، وصباح اليوم اصطدام جرار على سكة أخرى بالجرار الذي أقوم بقيادته بشكل مُفاجئ، ونزلت من الجرار ونشبت مُشادة بيني وبين سائق الجرار الآخر".
وأضاف: "لا أعلم سبب تحرّك الجرار، عندما اصطدم بي الجرار الآخر اتهزيت وأنا داخل الجرار، وشديت "العكس" الفرامل ولو القطار سليم لن يتحرك على الإطلاق ولكن تلك الجرارات تحتاج إلى صيانة، وأثناء المشادة مع سائق الجرار الآخر لقيت الجرار اتحرك ومش عارف مشي إزاي، وفي خطأ حدث وأكيد في إجراء أنا لم أتخذه، وياريتني كنت بطلّت الجرار".
وأكد أنه كان من المفترض أن يتخذ إجراءات معينة لإيقاف الجرار؛ لكنه لم يتمكن من ذلك لأنه "فقد تركيزه"، بحسب قوله، مضيفا: "أنا مسئول عن حادث قطار محطة مصر؛ لأني تركت القطار للتشاجر مع زميلي".
وأوضح "فتحي"، أنه اتصل بالبرج المسئول لإنقاذ القطار؛ لكنه لم يلتقَ استجابة واضحة، من ثم انقطع الاتصال، ونوه بأنه لم يتوقع أن يقع الحادث، مؤكدًا "لو كنت أقدر أوقف الحادثة كنت وقفتها، وأنه لم يهرب بعد الحادث، لكنه ظل منتظرًا في موقع المشاجرة الذي يبعد بمسافة قليلة عن محطة مصر، حيث تحدث مع بعض المسئولين في السكة الحديد عن الواقعة.
وتابع: "بعد الحادث مشيت ومسمعتش أي حاجة علشان كنت تعبان ومجهد، وواحد من الهيئة اتصل بي قولتله أنا هآجي بكره، وأنا مكنتش متعمد إن كل دا يحصل، ومعرفتش اتصرف، وانهرت في وقتها عشان أعصابي تعبانة، وكل إللي حصل نصيبي".
ولفت إلى أنه لم يتعمّد التسبّب في الحادث، وهناك خطأ حدث تسبّب في حدوث الواقعة، مضيفًا: "أنا مخطئ وهناك نسبة خطأ ولكنني لن أتحمل المسئولية بأكملها، والجرارات كلها عايزة صيانة".
وأكمل سائق قطار محطة مصر: "مشوفتش حاجة من حالات الوفاة والمصابين، ولكني لم أتعمد في وقوع الحادث، وأنا أعصابي انهارت من اصطدام الجرار بآخر، وأنا مقصر وأتحمل الإهمال، وكان من المفترض أن أتخذ إجراءات معينة، ولكن الجرار بحاجة إلى صيانة ولا يساعدني على تنفيذ تلك الإجراءات".
واستطرد "لم أهرب لما ذهبت إلى منزلي، وكنت رايح بكرة الشغل عادي، ولم أتوقع أن يقع هذا الحادث الأليم، وكنت أتوقع تعرضي للخصم من مستحقاتي المالية".
وفي نهاية الحوار، كشف علاء فتحي سائق القطار، سبب ارتفاع سرعة الجرار بشكل كبير مما أدى إلى اصطدامه بقوة برصيف رقم 6 بمحطة مصر، قائلًا: "من الواضح أن يد سرعات الجرار تأثرت بسبب اصطدام الجرار بآخر، وبالتالي تم نقل السرعات بشكل مُتسارع إلى أن وصل إلى سرعة كبيرة".