رائحة غاز تكتم الأنفاس مختلطة بدخان أسود لحريق هائل يخفي معالم مصدر انبعاثه عن أعين الحاضرين، ودماء لم يعلم أحد عن مصدرها، وأطفال وشباب يسرعون على السلالم باحثين عن مصدر نجاة أخرى لهم، على أمل استمرار حياتهم لساعات آخري، وكأنهم لم يدركون أنه حانة ساعة القدر.
رصيف "رقم 6"، قطار الإسكندرية، بمحطة مصر "بركة من المياه"، لا يميزها سوى صرخات الألم والبكاء الحاد، والحقائب الملطخة بالدماء، فاجعة لم تكن في الحسبان، وسط بحيرات المياه المنتشرة على الرصيف، تتعالى أصوات رجال الشرطة "انقلوا المصابين بسرعة"، في الوقت الذي خرجت فيه صرخات متتالية، وبكاء لا يتوقف، بينما يسارع الإسعاف بحمل المصابين، وأشلاء الوفيات في "أكياس سوداء".
كانز و ورواية وشنطة سفر ممزقة وبقايا ملابس محترقة وبيادة، هذا آخر ما تبقي من ضحايا حادث محطة مصر، رصيف رقم 6، قطار الإسكندرية.
بداية المأساة
شهدت محطة مصر نشوب حريق هائل، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، إثر اصطدام أحد جرارات القطارات بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 بعد خروجه عن القضبان، ما أدى إلى انفجار "تنك البنزين"، وأسفر عن اشتعال النيران في الجرار والعربة الأولى والثانية بالقطار.
وتلقت غرفة عمليات النجدة تلقت بلاغا يفيد بتصاعد أدخنة من محطة مصر، وعلى الفور تم الدفع بـ 10 سيارات إطفاء وخبراء المفرقعات و شرطة النقل والمواصلات للوقوف على ملابسات الواقعة.
وتبين بالفحص المبدئي نشوب حريق بأحد القطارات نتيجة اصطدامه بالرصيف رقم 5 ، وانفجار خزان الوقود مما أسفر عن وقوع إصابات ، وجارى الدفع بسيارات الإسعاف لنقل المصابين.