شهدت ساحات محاكم الأسرة الكثير من المشاكل، فعلى أعتابها تحطمت جميع الخيالات والأماني السعيدة، حيث فوجئت مقيمات دعاوى الخلع والطلاق بواقع لايشبه خيالهن وعاطفتهن على الإطلاق، فكل منهن لها مأساتها المختلفة والغريبة التي حولت لحياتها إلى جحيم.
"بلدنا اليوم" تستعرض في تقريرها التالي أغرب قضايا الخلع التي شهدتها أورقة محكمة الأسرة خلال أسبوع.
"بيلبس كلسون"
زواج لم يستمر عدة أشهر، ولم تتحمل المعيشة، فأقدمت "نانيس. ع" البالغة من العمر 33 عامًا، ربة منزل، على إقامة دعوى خلع ضد زوجها "أسامة. م" 43 عامًا، مهندس مدني، بسبب استحالة العشرة بينهما، بسبب اختلاف الثقافة والتربية.
تقول الزوجة الثلاثينية، أن العلاقة بدأت بينهما منذ نحو 11 شهرًا، انتهت بالموافقة على الزواج بين الطرفين، لكن الخلافات بينهما بدأت سريعًا: "اتعرفنا على بعض في المكتب بتاعه كنت عايزة أجدد شقتي وجارتي نصحتني أروحله وحصل خلاف بيني وبين أحد مساعديه واشتكيت له وبدأت علاقتنا بعد ما خلصت الشقة.. انجذبنا لبعض بسبب ظروفنا المتشابهه لأن إحنا الاتنين مطلقين وعندنا أولاد".
خلافات بدأت بعد الزواج مباشرة، مضيفة: "أكتر حاجة عجبتني فيه فترة التعارف بينا إنه كان مودرن وذوق ومش شرقي عشان كدا فكرت ارتبط بيه.. كان متقبل طريقة لبسي وتعاملي مع الناس وإني بدخن عادي.. لكن من أول ما سافرنا شهر العسل وبدأت شخصيته الحقيقية تبان كل الأقنعة اللي حاططها وقعت لأن متلبسيش ده بتكلمي ده ليه كدا صوت ضحكتك عالية مع إن ده كان عادي قبل كدة.. ومقارنتي بمراته الأولى أصلها كانت بتعمل وتخلي وكانت محجبة ومش عارف إيه".
مشاحنات بين الزوجين خلال فترة زواجهما، توضح الزوجة الثلاثينية: "عايزني أتعامل معاه على إنه سي السيد وأعمل كل حاجة بمزاجه ومشوفش صحباتي ولا أروح النادي عشان أنا ست متجوزة وميصحش أدخل وأخرج من غير جوزي.. حتى طريقته في البيت كأنه راجل فلاح في الأرض بيلبس كلسون أبيض ولما جبتله بوكسر رفض يلبسه بحجة ده للعيال الفرافير هما اللي بيلبسوه مش راجل محترم وبيقعد قدام الشغالة ياكل على الأرض.. بس أهم حاجة برا البيت بيه عربية وساعة وبرفان يجنن وببدلة شيك جدا لكن البدلة تحتها كلسون أبيض وعقله كمان جواه راجل شرقي.. مقدرتش أتحمل الازدواجية دي أنا شابة صغيرة وعايزة راجل استمتع بحياتي معاه.. فلجأت لمحكمة الأسرة لأنه بقاله شهرين مش بييجي البيت ورافض يطلقني".
"مش حافظة الفاتحة"
رغم اختلاف الأديان بينهما، إلا أن الحب استطاع أن يجمعهم في بيتٍ واحد، ومكثوا فيه لمدة عامٍ كامل، وفي يومٍ ما، انقلبت الأحوال رأسًا على عقب، واشتد الخلافات بينهما، وذلك بسبب زعم الزوج أنها غير قادرة على حفظ سورة "الفاتحة"، حتى كان القول الفصل في قضيتهما من قاضي محكمة الأسرة في أسيوط.
فبعد استمرار الخلافات لمدة، قضت محكمة الأسرة بأسيوط بالخلع لصالح "نورين. ب"، البالغة من العمر 25 عامًا من زوجها "أيمن. س" صاحب الـ30 عامًا محاسب، في الدعوى التي حملت رقم 1245/2017 تطالب بالخلع من زوجها الذي تزوج عليها سيدة أخرى بعد عام واحد من زواجهما، بحجج غير منطقية، حسبما جاء بالدعوى، وذلك بعد عدة جلسات بمكتب تسوية المنازعات.
وبدأت القصة بوقوع "أيمن" في حب "نورين" التي تعتنق الديانة المسيحية، فكان الأمر صعب على الطرفين، خاصة أن "نورين" كانت تعيش مع والدتها بمفردها دون أشقاء، وبعد مرور أكثر من عامين على قصة الحب والتي كان لابد من تتويجها بالزواج، رضخت "نورين" لطلب الحبيب بإشهار إسلامها حتى يكون زواجهما مكتمل.
وبالفعل أشهرت "نورين" إسلامها وبدأ التجهيز لعش الزوجية وإتمام الزفاف، واستمر الزواج لمدة ٨ أشهر بدون أي نزاعات أو مشاحنات، وارتدت الزوجة الحجاب والتزمت دينيًا بالعقيدة الإسلامية، وبعد فترة بدأت تلاحظ تغير في سلوك زوجها وتقلبات مزاجية واضحة وغيابه عن المنزل لفترات طويلة، وأدى ذلك إلى نشوب العديد من المشاجرات بينهما اتهمها خلالها بعدم صدق نيتها في دخول الإسلام، وأنها لم تعتنق الإسلام عن اقتناع بل اعتنقته للزواج منه فقط.
ارتدت الزوجة "النقاب" لتثبت لزوجها أنها على اقتناع تام بدخولها الإسلام، ولتتخطى المشاكل ويعيشان بحياة هادئة، إلا أن الأمر لم يحدث وفوجئي بصدمة كبرى عندما علمت أن زوجها متزوج من أخرى.
توجهت عقب ذلك "نورين" لمحكمة الأسرة ورفعت دعوى خلع، وبعد عدة جلسات بمكتب تسوية المنازعات قضت المحكمة بالخلع من زوحها.
"ريحتها وحشة"
وقف أمام قاضي الأسرة قائلًا: "حاولت كثيرًا تغيير عادتها ونصيحتها، إلا أن كل محاولاتي باءت بالفشل، فعلى الفور لجأت إلى محكمة الأسرة بالمنتزة شرق الإسكندرية وطالبت تطليق زوجتي، بسبب رائحتها الكريهة وعدم اعتنائها بنظافتها الشخصية".
يقول الشاب الثلاثيني، أن مشكلته مع زوجته "نورهان .ا"، صاحبة الـ28 عامًا: "حاولت أستحملها وأعالجها بس العيب مكانش مرضي على قد ما كان نظافة شخصية"، مضيفًا: "تزوجت من شهرين بعد مدة خطوبة لم تتعد الشهرين، ومنذ ليلة الدخلة واكتشفت انبعاث رائحة كريهة من فم زوجتي أثناء نومها، ولاحظت أنها لم تستحم بعد استيقاظها من ليلة الدخلة، وعند سؤالي لها عن السبب، قالت لي: الدنيا ساقعة شوية وهستحمى".
وتابع: "رائحة أنفاسها كريهة طوال الوقت وليس وقت نومها فقط، بالإضافة إلى قلة استحمامها، بحجج مختلفة منها انخفاض درجات الحرارة، والإرهاق"، منوهًا بأنه بات يطلب منها بشكل يومي الاستحمام ودائمًا ما كانت تخبره إنها فعلت ذلك أثناء تواجده في عمله، وبالرغم من ذلك رائحتها دائما كريهة.
حاول "مصطفى" اللجوء إلى طبيب لمعرفة سبب رائحة زوجته، مضيفًا: "في ذات مرة تشاجرنا فبكت كثيرًا وأخبرتني إنها لا تعلم سبب الرائحة الكريهة التي تنبعث منها، وطلبت مني عرضها على طبيب وعمل الفحوصات اللازمة لمعرفة السبب الذي يمكن أن يصبح مرضي، وبالفعل قمنا بذلك ولكن الفحوصات أثبتت صحتها، وأنه لا يوجد لديها أي سبب مرضي لحالتها، وهذا زاد من حيرتي في الأمر الذي جعلني أبدء النوم في غرفة الأطفال للبعد عنها".
واستطرد: "قررت التحدث إلى والدتها في هدوء كي تنصها بالاهتمام بنفسها وبنظافتها الشخصية، وأثناء حديث والدتها معها سمعتها توبخها، قائلة: أنتي مش هتتغيري أبدًا وهتفضلي مش نضيفة لحد أمتى؟ أنا قولت هتتجوزي وتتعلمي النظافة، لكن مفيش فايدة وجوزك هيتجوز عليكي، ومن خلال هذا الحديث تأكدت أن إهمالها لنظافتها عادة قديمة لديها".
وأكد أنه تحدث معها مرارًا بالحسنى ولكن لا حياة لمن ينادي، ووصل الأمر به إلي تهديدها بالزواج عليها، ولكنه لم يعد قادرًا على تحمل ذلك، فقرر تطليقها وإقامة دعوى قضائية ضدها.