فشلت محادثات وقف إطلاق النار في غزة بعد سلسلة من الاجتماعات مع الوسطاء القطريين والمصريين، نتيجة فجوات كبيرة بين مطالب إسرائيل وحماس.
إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي الأمريكي
ورفضت إسرائيل عرضًا تقدمت به حماس، يقضي بإطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، بالإضافة إلى تسليم رفات أربعة آخرين، مقابل بدء المرحلة الثانية من المفاوضات لإنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من المواقع الرئيسية في القطاع.
واتهمت الولايات المتحدة حركة حماس بطرح مطالب غير واقعية، خاصة فيما يتعلق بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار حتى منتصف أبريل.
وفي الوقت نفسه، تشترط إسرائيل الإفراج عن مزيد من الرهائن والجثث، وترفض الانسحاب من ممر فيلادلفيا، وهو الشريط الحدودي بين غزة ومصر.
تصعيد أمريكي وتحذيرات لإيران
جاء الرد الأمريكي على موقف حماس حاسمًا، حيث صرّح المبعوث الرئاسي الأمريكي أن الحركة تراهن بشكل خاطئ على أن الوقت في صالحها. وأكد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات إضافية إذا لم تلتزم حماس بالموعد المحدد. كما شدد الرئيس الأمريكي على أن الحركة الفلسطينية "ستدفع ثمنًا باهظًا" إذا استمرت في رفض إطلاق سراح الرهائن.
وفي ظل هذه التطورات، يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعًا مع مجلس الوزراء الأمني لبحث الخطوات المقبلة، وسط تكهنات حول استئناف العمليات العسكرية.
خلافات إسرائيلية داخلية وقلق من الضغوط الأمريكية
تتزايد الخلافات داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، خاصة جهاز الشاباك، بشأن رؤية نتنياهو للتعامل مع الأزمة. وتخشى الحكومة الإسرائيلية من أن تؤدي الاتصالات المباشرة بين الإدارة الأمريكية وحماس إلى فرض حل سياسي من الخارج.
ويرى مراقبون أن هذه المخاوف قد تدفع نتنياهو إلى تبني ما يُعرف بـ"نصف الحل"، الذي يشمل إطلاق سراح عدد من الرهائن مقابل تنازلات محدودة، تفاديًا لأي ضغوط أمريكية قد تفتح مسارًا تفاوضيًا جديدًا مع حماس.
حماس: قدمنا مرونة في المفاوضات ونرفض المماطلة
من جانبها، أكدت حماس أن وفدها المفاوض عاد إلى القاهرة ويتابع مقترحات تثبيت وقف إطلاق النار.
وشدد المتحدث باسم الحركة على أن الموافقة على إطلاق سراح عيدان ألكسندر جاءت كدليل على مرونة الحركة واستعدادها للتعامل الإيجابي مع المبادرات المطروحة.
وترى حماس أن المشكلة تكمن في إصرار الحكومة الإسرائيلية على المماطلة لخدمة الأهداف السياسية لرئيس الوزراء، وأن الحركة لم تضع شروطًا تعجيزية بل طالبت فقط بضمانات واضحة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ بنوده.
تصاعد التوترات في الضفة الغربية واستمرار العنف
في الضفة الغربية، تواصلت العملية العسكرية الإسرائيلية، خاصة في مدينتي طولكرم ومخيم جنين. وأسفرت هذه العمليات عن مقتل 36 شخصًا ونزوح نحو 20 ألف فلسطيني، وفقًا لمصادر محلية.
كما تصاعد عنف المستوطنين في بعض المناطق، مما أدى إلى تهجير عائلات فلسطينية وتدمير ممتلكاتهم.
وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من تفاقم الأزمة، مشيرًا إلى أن أكثر من 2000 فلسطيني تم تهجيرهم خلال العامين الماضيين نتيجة تصاعد هجمات المستوطنين.
إدانة فلسطينية لقرار وقف بث قناة الأقصى
في تطور آخر، أدانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي قرارًا أوروبيًا أمريكيًا مشتركًا بحظر بث قناة الأقصى عبر الأقمار الصناعية.
واعتبرتا أن هذه الخطوة تمثل اعتداءً صارخًا على حرية الصحافة ومحاولة لمنع نقل معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم.
وأكدت حماس أن القرار يأتي ضمن حملة ممنهجة لإخفاء الرواية الفلسطينية ومنع التغطية الإعلامية لما يجري في قطاع غزة.
وشددت على استمرارها في إيصال صوت الفلسطينيين رغم محاولات إسكاتها.