أعد مركز الدراسات السياسية والاستراتيجة لحزب مستقبل وطن، برئاسة المهندس محمد الجارحي الأمين العام المساعد لشؤون اللجان المتخصصة، دراسة حول مؤتمر ميونخ للأمن 2019، وتستهدف هذه الدراسة التعرف على أهمية مؤتمر ميونخ للأمن، ورصد أبرز القضايا التي تناولها المؤتمر وما آلت إليه المناقشات من نتائج، مع الوقوف على أهم المكاسب المصرية من مشاركة الرئيس "السيسي" في هذا المُؤتمر.
بداية مؤتمر ميونخ للأمن
استعرضت الدراسة أهمية مؤتمر ميونخ للأمن، حيث يعقد مؤتمر ميونخ للأمن في شهر فبراير من كل عام، ويعد منصة فريدة من نوعها لطرح النقاش حول قضايا الأمن الدولي، وقد انعقد مؤتمر ميونخ للأمن للمرة الأولى في عام 1963 تحت مسمى "اللقاء الدولي لعلوم الدفاع"، وكان الآباء المؤسسون هما الناشر الألماني "إيفالد فون كلايست" وهو أحد مؤيدي المقاومة ضد نازية "أدولف هتلر" في "الرايخ الثالث"، والفيزيائي "إدوارد تيلر" الذي ينحدر من أصول يهودية وأحد رواد صناعة القنبلة الهيدروجينية في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن اسم المؤتمر تغير لاحقًا إلى "المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع" واعتبر لسنوات مؤتمرًا "للدبابات والصواريخ المضادة"، ثم أصبح اسمه "مؤتمر ميونخ للأمن" وانفتح جدول أعماله أكثر على قضايا الأمن العالمي.
ترتيب ميونخ على مستوي العالم
وتكمن أهمية مؤتمر ميونخ للأمن في كونه منصة فريدة من نوعها على مستوى العالم يتم من خلالها بحث القضايا الأمنية، كما أنه يمنح الفاعلين السياسيين فرصة التواصل بشكل غير رسمي على مدار ثلاثة أيام. وخلال تصنيفها الجديد وضعت جامعة بنسيلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية مؤتمر ميونخ للأمن للمرة الرابعة على التوالي في مرتبة أهم مؤتمر من نوعه في العالم.
أبرز مناقشات مؤتمر ميونخ للأمن
وتناولت الدراسة فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن 2019، حيث استمرت فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن في دورته الخامسة والخمسين لمدة ثلاثة أيام خلال الفترة (15- 17) فبراير 2019، وقد شهد المؤتمر العديد من الجلسات والموائد المستديرة، حيث عقدت الجلسة الرئيسية للمؤتمر وتحدث فيها الرئيس "السيسي"، والرئيس الروماني، والرئيس الحالي للإتحاد الأوروبي"كلاوس يوهانس"، والمُستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، وأدار الجلسة رَئيس المُؤتمر السفير "فولفجانج إيشنجر"، ثم عقدت جلسة عامة تحدث خلالها نائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس"، ورَئيس اللجنة المركزية للشؤون الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني "يانج جيتشي"، ووزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف".
وفي ثالث أيام المؤتمر، عقدت جلسة حول الأمن الإنساني في الشرق الأوسط، تحدث فيها مدير عام منظمة الصحة العالمية، ومدير صندوق الأمم المتحدة لإغاثة الأطفال، وسكرتير عام منظمة العفو الدولية، ومديرة منظمة صحفيات بلا قيود، ثم عقدت جلسة عامة تحدث خلالها وزيرا خارجية قطر والعراق، وعقدت أيضًا جلسة بعنوان: "الصراع السوري: إستراتيجيَّة أم مأساة؟"، تحدث خلالها وزيرا الدفاع التركي واللبناني، ووزير الشؤون الخارجيَّة الإماراتي، و"أحمد أبو الغيط" الأمين العامة للجامعة العربية.
ورصدت الدراسة أبرز القضايا والنقاشات في مؤتمر ميونخ للأمن 2019، حيث بحث المؤتمر في دورته الحالية، عبر جلساته، العديد من القضايا، منها: الخلاف الأوروبي الأمريكي، والتنافس التجاري الصيني الأمريكي، والخلاف الروسي الأمريكي، والمِلف النووي الإيراني، والأزمة القطرية، والمِلف السوري.
مكانة مصر المحورية إقليميًا ودوليًا
وأشارت الدراسة إلي المكاسب المصرية من مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر ميونخ، حيث شارك الرئيس في الدورة الحالية لمُؤتمر ميونخ، وألقى كلمة مهمة في إحدى الجلسات الرئيسية، طرح فيها رُؤْية مِصر لحل أزمات المِنطقة العربية، وتطوير التعاون الإفريقي الأوروبي كرئيس للإتحاد الإفريقي لعام 2019، كما شارك في مختلف فعالياته، وعقد عددًا من اللقاءات مع القادة الأوروبيين، وعلى رأسهم المُستشارة الألمانيَّة "أنجيلا ميركل" التي أكدت على أهمية الدور المِصري في استقرار الشرق الأوسط، ورغم أن المُؤتمر غير رسمي، إلا أنه يُعد ساحة دوليَّة؛ لبحث مقترحات عدة بشأن الترتيبات الأمنية والسياسية التي تعيد رسم توازن القوي بالعالم، لا سيما في ظل تحديات أمنية إقليمية دولية غير مسبوقة تتمثل في مخاطر الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والأمن الإلكتروني، فضلًا عن الخلاف الأوروبي الأمريكي المُتصاعد وتداعياته علي ضفتى الأطلسي. وعددت الدراسة المكاسب المِصرية من مشاركة الرئيس "السيسي" في مؤتمر ميونخ للأمن، ومنها، التأكيد على مكانة مصر المحورية إقليميًا ودوليًا، ودعم رؤية وجهود مِصر فى مكافحة الإرهاب، وجذب انتباه الشركاء الدوليين لدعم التنمية الإفريقية، وتعزيز التقارب السياسي بين مِصر وألمانيا ودعم العلاقات الاقتصادية المشتركة، وفتح آفاق ودوائر جديدة للسياسة الخارجيَّة المصرية.