فجأة استوقفتني لمساعدتها، وإنزال البضاعة التي تحملها فوق رأسها، بعد معاناتها في عبور الطريق، وينظر إليها الناس بعين الرحمة والغضب من حال السيدة العجوز، حتى تجلس على الرصيف، وتتلفح بالبطاطين التي أخرجتها من البوتقة التي كانت تحملها، وتمد يدها للمارة، وفي حقيبتها مبلغًا كبيرًا من المال.
"معايا فلوس كتير، وعندي 4 عمارات باسم أولادي، كل أسبوع بيجيلي ابني ياخد فلوس مني، أنا بتعب فيهم"، كلمات العجوز "جوهر"، التي تبلغ من العمر 75عامًا، التي أطلقت صرختها لمحرري "بلدنا اليوم"، عندما اقتربت منها للمساعدة، ومعرفة سبب وجودها في الشارع والنوم في السقيع، قائلة: "عايزة إيه مني انتي عارفة قصتي، ولا انتي تبع الحكومة".
ترفض العجوز جوهر، محاولة من يتقدم لمساعدتها، إلا بإعطائها أموال، لأنها تريد أن ترسل لأولادها 2000جنيه بنهاية الأسبوع، وتصارح المارة بأنها مريضة وتريد إجراء عملية لأنها مريضة بالقلب، وتحاول استعطاف كل من يمر عليها.
"أنا مش بغصب على حد يديني حاجة، اللي بيديني بدعيله، واللي مش بيديني بدعي عليه، عاشان هو معاه وشايف حالتي"، هكذا قالت العجوز مشاورة بيدها إلى كل من يتصدق عليها.
"عيش وفينو" أصابهم العفن، تخرجهم من الحقيبة التي تمتلكها، وتضعها بجوارها، ولا تشعر بالحرج في تناولها، مؤكدة أنها لم تصب أحد بأي مكروه، وأنه لايوجد أحد اشتكى منها قبل ذلك.
العجوز جوهر، استطاعت أن تبني من التسول والتشرد في الشوارع، 4 عمارات، على حد قولها، عندما تقدمنا لمساعدتها أثناء التجول في الشوارع لإنقاذ المتشردين من الشوارع تنفيذًا لمبادرة الرئيس، واستجابة لحملات الوزارة بالإبلاغ عن الحالات التي تتخذ من الشارع مأوى لهم.
"لو منعتوها إنها تقعد هنا، هترجع تاني، كل مرة تيجي الشرطة وتلم حاجتها بسرعة، وتقولهم أنا رايحة لابني ساكن هنا، وقاعدة استريح"، هكذا قال البائع "أحمد" الذي يتجول بعربة حلويات، بمنطقة أبو وافية، شارع الترعة، حيث دائما تجلس العجوز جوهر هناك.