جاءت زيارة الرئيس الأمريكي للعراق مفاجئة للكثيرين خاصة وأنّها جاءت مباشرة بعد قرار انسحاب قواتها من سوريا، مما دفع البعض للتصور بأنّ زيارة ترامب للعراق ورائها العديد من المصالح التي يعمل الرئيس في الحصول عليها، وعلى رأس تلك المصالح رفع رصيده السياسي في وقت هو بحاجة إليه خاصة بعد المشاكل العديد التي وقع بها خلال الفترة الماضية.
الزيارة لم تمر مرور الكرام كما توقع ترامب، بل خلفت ورائها العديد من الأزمات والتي لم يكن يرغب بها، لاسيما فى الوقت الذى تشهد فيه البلاد إغلاقا حكوميا جزئيا بسبب عدم الوصول إلى اتفاق مع الكونجرس بشأن تمويل جدار الحدودى مع المكسيك.
تسييس الجيش
صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية خرجت في عددها لتكشف عن الأزمات التي تعرض لها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عقب زيارته للعراق أبرزها محاولة تسيس القوات الأمريكية المتواجدة في بلاد الرافدين، خاصة بعدما أثارت الزيارة الشكوك حول محاولة ترامب دفع الجيش للحياة السياسية الحزبية، كدعما له في الانتخابات القادمة 2020، بالرغم من أنّ هذا الأمر يعد خرق للقوانين وكسر للقواعد المعمول بها.
ورجحت الصحيفة أن يزداد الصراع مع بداية الحملة الانتخابية لعام 2020 ورحيل وزير الدفاع المستقيل جيمس ماتيس، الذى سعى إلى منع أن يصبح الجيش رهينة فى السياسات الحزبية فى الولايات المتحدة، دون أن ينجح فى بعض الأحيان مما دفعه إلى تقديم استقالته الأسبوع الماضى.
ودافع ترامب عن سلوكه أمس وقال فيما يتعلق بتوقيع القبعات: "لو أن هؤلاء الشباب الشجعان طلبوا متى توقيع قبعاتهم سأفعل. هل تتخيلون أن أقول لا؟ لم نحضر أو نعطى أى قبعات مثلما ذكرت وسائل الإعلام الكاذبة.
كشف القوات الخاصة
الطبيعي في الدول الكبرى أنّها لا تكشف عن جنودها في العمليات الخاصة، حتى في الصور أو الفيديوهات التي من الممكن أن تصدر عنهم عادة ما تطمس وجوههم، لكن ترامب كان له رأي آخر في هذا الأمر فارتكب خطأ فادح،
عندما كشف عن طريق الخطأ بوجود وحدة من قوات البحرية الخاصة "سيلز" فى العراق بعدما نشر صورة له معهم خلال زيارته للعراق.
وقالت مجلة "نيوزويك" أنه فى حين أن القائد الأعلى فى الولايات المتحدة يمكنه رفع السرية عن معلومات، فعادة لا يتم كشف وحدة العمليات الخاصة للرأى العام الأمريكى، لاسيما عند نشر أعضاء الخدمة الأمريكى. وعادة ما تطمس وجود أفراد العمليات الخاصة من الصور افوتوغرافية والفيديوهات بسبب الطبيعة الحساسة لعملهم.
لكن الفيديو الذى نشره الرئيس ترامب على حسابه على تويتر يوم الأربعاء، لم يحجب وجوه قوات العمليات الخاصة. ونقلت "نيوزويك" عن مسئولين سابقين وحاليين فى وزارة الدفاع قولهم إن المعلومات المتعلقة بالوحدات التى يتم نشرها ومكانها دائما ما تكون سريعة، ويمثل هذا انتهاكا لأمن العمليات.
غضب العراقيين
الأزمة الثالثة التى تسببت فيها زيارة ترامب هو الغضب الذى أشعله لدى بعض السياسيين العراقيين حيث اتهموه بانتهاك سيادة العراق بزيارته المفاجئة لها، حتى أن أحد البرلمانيين دعا إلى جلسة طارئة بالبرلمان لمناقشة الأم، ورغم أن ترامب زار أيضا القوات فى ألمانيا ولم يتلق المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فلم يكن هناك غضبا مماثلا فى البلد الأوروبى مثلما حدث فى العراق.