لم تعلم "منى السجيني" طبيبة تحاليل أنها ستقلى نهايتها على يد زوجها، بعد أن اتفقا سوياً على أن ينالو حياة كريمة، ولكن انقلب الحال رأس على عقب، وقد أهداها سكينة الغدر هية 15 عام من الكفاح.
"مراتي وعيالي ماتوا.. لقتهم مدبوحين فى الشقة".. كلمات خرجت من الطبيب "أحمد عبد الله" جوار العائلة فور الانتهاء من جريمته التي هزت حي سخا التابع لمحافظة كفر الشيخ، وسرعان ما استجابو سكان المنظقة ليهرولو مسرعين ليكتشفوا ما سبب صراخ هذا الرجل، الوهلة الأولى التي صادفت الجيران هى جثث الأسرة منفصلين الرقبة عن الجسد.
وبعد مرور دقائق تم إبلاغ الأجهزه الأمنية التي توالت الأحداث حتى وصل فريق من مباحث إدارة البحث الجنائي بكفر الشيخ، إلى مكان الواقعة وأوصحت المعاينة التى أجرها الضباط تحت إشراف اللواء "علاء الدين سليم" مساعد أول وزير الداخلية العثور على جثة الزوجة منى فتحي السجيني، أخصائية تحاليل، 30 عاما، وبجوارها جثة ابنتها "ليلى"، 5 أعوام، وفي غرفة النوم جثة الطفلين "عبدالله" 8 أعوام، و"عمر" 6 أعوام.. وجميعهم مصابين بجرح ذبحي في الرقبة".
سجلت أيضا المعاينة التي أجرها الضباط تحت قيادة اللواء "محمد عمار" مدير ادارة البحث الجنائي بالمديرية،عدم وجود آثار عنف فى الشقة، ولا بعثرة و سلامة منافذ الشقة، مما يشير إلى أن الجاني دخل بطريقة مشروعة.. بينما كان ضباط البحث فى مسرح الجريمة، أحضر فريق من محققي النيابة بكفر الشيخ، وناظرت جثث الضحايا، وقررت عرضها على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة.. وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وتحفظت على كاميرات المراقبة القريبة من مسرح الجريمة لمراجعتها وبيان عما إذا كان هناك شخص غريب دخل العقار فى وقت معاصر للجريمة، من عدمه.
بالتزامن مع معاينة النيابة.. كلف اللواء علاء الدين سليم مدير الأمن العام.. ضباط من قطاع الأمن العام، بالتنسيق مع ضباط كفر الشيخ لكشف ملابسات الواقعة وجاءت خطة البحث كالتالي:"مناقشة قاطني العقار.. أسرة الضحايا.. مناقشة حارس العقار.. مراجعة الكاميرات.. إعادة مناقشة الزوج المبلغ عن الواقعة مرة أخري". وبعد مرور 8 ساعات من البحث والتحري.. توصلت القوات إلى أن لا يوجد اي شخص غريب دخل او خرج من العقار فى وقت معاصر للجريمة.. أيضا سجلت التحريات إلى أن الجاني دخل بطريقة مشروعة إلى الشقة، ايضا الرؤية التي قالها الأب بأنه غاب قرابة 15 دقيقة عن الشقة وعاد ليجد زوجته وأولاده مقتولين أن هذه الرواية غير صحيحة، وأشارت التحريات إلى أن الأب هو المشتبه فيه وتم استئذان النيابة العامة لمناقشته لكشف ملابسات الواقعة ودوافع المذبحة الأسرية.
وأثناء تحقيقات الشرطة، أنكر الأب علاقتة بالأمر في البداية وبعد مواجهته بالذي توصلت اليه التحريات، لأنه لا توجد دوافع للجريمة ولا توجد سرقة، وأيضا الشهود الذين أكدوا أنه لم يدخل أحد أو يخرج من العقار فى وقت حدوث الجريمة، بدأ الأب في الاعتراف بجريمته قائلا: "أنا اللى دبحت مراتي بسبب خلافات معها، وقلت أدبح العيال كنت خايف عليهم من بعدي أنا ومراتي".
وجاء فى محضر الشرطة أن المتهم اعترف بتفاصيل الواقعة قائلا:"انا كنت خايف علي العيال من بعدنا من اللي هياخد باله منهم بعد ما انا اتسجن قلت اقتلتهم هما كانوا نايمين محستش باي حاجة.. دبحتهم بكل هدوء".
عقب تسجيل اعترافات المتهم بما جاء على لسانه فى محضر الشرطة، تم إخطار المحامي العام الأول لنيابات كفر الشيخ، وتم اقتياد المتهم إلى سرايا النيابة وسط حراسة أمنية مشددة، واعترف للمرة الثانية المتهم بتفاصيل الجريمة وذكر أيضا دوافع جريمته للمحقق، وتم اقتياده إلى مسرح الجريمة، ومثل الجريمة وتم تسجيلها بالصوت والصورة، وأصدرت النيابة قرارا بحبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد.