ميرفت عزت: واجهنا الإرهاب بالإسلام الوسطى القويم (حوار)

الخميس 20 سبتمبر 2018 | 11:12 صباحاً
كتب : السيد موسى

الداعية ميرفت عزت، الحاصلة على بكالوريوس هندسة، التى أخذت مكانها بين الواعظات اللواتى انتشرن فى المساجد المختلفة عام 2007، إلا أن بدايتها كانت عام 2005، حيث قالت إن ذلك تم حينما كانت حياتها مغايرة بين دراسة الهندسة والعمل بإحدى الشركات التى جعلت حياتها مستقرة إلى حدٍ ما، وقتها قررت المهندسة أن تتعلم القرآن الكريم وتحفظه بالقراءة الصحيحة.

 

وأضافت: بالفعل، بدأت فى حفظ القرآن الكريم بمعهد إعداد الدعاة، وخلال أعوام قليلة اعتكفت على ذلك مع التثقف فى علوم الدين الأخرى حتى أخذت الإجازة فى حفظ كتاب الله وأصبحت قادرة على تعليم السيدات فى المساجد، وظللت كذلك حتى قبل عامين، وكانت هناك واعظات كثيرات، كن يهددن بقائهن -كجديدات- جميعًا، إلا أن الوزارة انتبهت لهذه الأزمة فسحبت جميع التراخيص: "الوزارة عملت لنا اختبارات جديدة، بعد ما سحبوا التصريحات، وعملوا لنا امتحان".

 

وعلى الرغم من حصولها على التصريح ضمن أول دفعة للواعظات، عام 2017 بعد اجتياز الامتحانات، فإنها أوضحت أن الأمر لم يكن بالهين: "خضنا اختبارات فى علوم الدين المختلفة من قرآن وسيرة وفقه وعقيدة، ولم تكن سهلة كما يتوقع البعض"، وهذه الغربلة لم تجعل المهندسة تغير مسارها الدعوى، فعادت لما كان قبل "الغربلة"، إلا أنها أصبح لها قدم راسخ فى الوزارة، بموجب الكارنيه الذى تحمله.

 

وتابعت: حينها اجتمع الوزير بتلك الواعظات وتعرف عليهن وعلى أفكارهن، بعدما اجتزن الامتحانات، كما عُرضن جميعًا على الأمن وخضعن لعدد من الاختبارات الأمنية، للتأكد من انتماءاتهن، خاصة بعدما كان "العاطل فى الباطل، بعد الثورة" كما يقولون، وكانت الأعداد كبيرة ممن يحملن تصريحات ومنهن من يعملن بعشوائية تامة، وهناك أعداد من الواعظات متشددات ويدعون للتطرف، مما ساعد على انتشار الإرهاب، لذا كان لا بد من وقفة بإعمال المنهج الوسطى.

 

واستطردت: واجهت فى البداية فكرة أن البعض يرفض وجودنا: "كان فيه ناس تقول إنتم طالعين منين؟ ولا كنتى فين؟", وبقلبٍ ملىء بالإيمان، عامر بذكر الله، كانت تواجه تلك الأزمات وتتحملها ابتغاء مرضاة الله، وساعدها على ذلك تفرغها للدعوة، فهى لم ترزق بالذرية: "أنا موجودة دايما بس ماحدش كان يعرف إن فيه واعظات فى المساجد"، وما ساعدها على ذلك أنهن كن عددا، لذا بدأ الأهالى يتقبلون الفكرة، خاصة بعدما علموا عن حديثنا وفكرنا الوسطى.

 

التحاق "ميرفت" ضمن أول دفعة للواعظات، كان له أثر كبير فى تعليمها، حيث عقدت العديد من الدورات لهن على مستوى عالٍ وتحت إشراف علماء فى العلوم الشرعية، وهو ما أظهرهن بهذا الشكل الذى أصبحن عليه: "كنا موجودين منذ 2007، بس ماكنش حد يسمع عننا ولا معروفين، وكنا بندرس، عمرنا ما طلعنا فى تصريحات ولا روحنا ندوة ولا عملنا مؤتمر، ولما الوزير اهتم بينا؛ بقينا نظهر للإعلام، والناس سمعت عننا، وبقينا على درجة علم أعلى من الأول، ولولا فضل الوزارة -بعد الله- ما وصلنا لهذا الحد".

 

وشعرت الداعية بوجودها من ذلك الاهتمام الذى حظيت به فى عهد الدكتور محمد مختار جمعة: "الحمد لله لأول مرة أتكلم فى مؤتمر، وتتعمل ندوة أخاطب فيها الناس، وبقينا من مؤتمر، لندوة، لمعسكر"، وتابعت أنها حصلت على العديد من الدورات التكميلية: "آخرها دورة التميز فى فقه المواريث والمقاصد، والحمد لله اجتزتها بنجاح، وكنت من المتفوقات"، والواعظات قمن بمجهود كبير على الرغم من أنهن متطوعات: "فى الوزارة بيساعدونا فى تنمية الفكر".

 

وأشارت إلى أن الغالبية أو الكل متطوعات، أما المرشدات فهن اللاتى يحصلن على مرتبات مقابل تنظيم المحاضرات وغيرها، وعلى الرغم من ذلك فنهن يرين وجودهن فى غاية الأهمية، بخلاف الفكر المنادى بـ"كيف توجد سيدة واعظة؟".. وقالت فى هذا الشأن: "إذا كنا هننظر للسيدة إنها إزاى تدعى، فلازم نبص للسيدة، إزاى تكلم راجل فى أمور شخصية للغاية، قد تسبب لها إحراجا بالغا، السيدات أقرب ما يَكُنَّ للسيدات".

 

ولفتت إلى أن السيدة عائشة كانت أفقه الناس رجالًا ونساءً: "الست محتاجة ست زيها تفضفض لها، وتنفس عنها فى مشاكل بيتها وزوجها وأبنائها، والست كمان صدرها رحب، وتستمع عن الرجل".

 

وبالنسبة لحمل مسئولية الدعوة، ترى "ميرفت" أنهن قادرات على القيام بها وتكفلها، إلا فى إطار معين فهى تعظ، ولا تفتى ولا تصعد على المنبر ولا تؤمّ، إلا إذا كن سيدات فى مكان مخصص لهن ولا يوجد رجل، فمن شروط الإمامة الذكورية: "هناك أمر يرفضه البعض وهو وعظ السيدة للرجل، ما المانع لو كانت فى مشكلة أسرية، وكان الرجل والزوجة مجتمعين، فما المانع من الحديث بالحسنى لإصلاح ذات البين، شرط أن لا تظهر أنها أحسن منه ولا غيره، بل بالحكمة والموعظة الحسنة".

 

وبالنسبة للفتوى من السيدات، قالت المهندسة ميرفت، إنها ليست حكاية محصورة فى سيدة ورجل، بل هى حرب على الإرهاب ومنع التطرف، بغض النظر عما عدا ذلك من أشياء قد تكون غير مهمة للجميع: "عاوزين نوعى الناس من الإرهاب ومن أولادهم وأزواجهم، الفكرة مش ست ولا راجل، طالما نقدر ندخل للست من مدخل صح وتفهمها المعلومة، إذًا مافيش أزمة أخرى".

 

ربما وفرت المنطقة التى تدرس فيها الواعظة، أجواءً هادئة وآمنة لها للقيام بعملها، فهى فى التجمع ومصر الجديدة، بخلاف مناطق أخرى ينتشر فيها الإرهاب والتطرف، خاصة فى بعض المساجد الريفية بالعديد من المحافظات، الذين نشأ أغلب من فيها على فكر خاطئ، أو كانوا ضحية لأولئك الذين يستقطبون البسطاء لزيادة عددهم وتقوية أرضهم، فلا بد لهذه الأماكن من سياسة مختلفة أن تأخذ الواعظات بأيديهن باللين، لمن قابلن هذه المواقف، وعلى الرغم من ذلك فإنها واجهت مشاكل فترة حكم "الإخوان" من فكرهن والمضايقات التى كانت تتعرض لها من سيداتها.

 

وعن وجود المهندسة ميرفت على أرض الواقع، توضح أن إدارة وعظ السيدات بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، كان لهم حملات فى جميع المحافظات لتوعية السيدة المصرية المدنية والريفية: "كنت من أول ناس أنا والدكتورة وفاء عبد السلام، اللى ننزل الفيوم فى البداية"، بعدها توالت الحملات لا سيما ندوات التعداد السكانى والصحة ومعًا من أجل مصر: "الفكرة كانت مش فى الجلوس فى المساجد، بل بناء المجتمع بشكل سليم".

 

احتياجات الواعظات تختلف من سيدة لأخرى -حسب حديث "ميرفت"- وكل ما تحتاج إليه الداعية التوسع فى ملف الواعظات، خاصة أن هناك خطة للوزارة كانت تحث على التوسع وتنص على وجود 10 آلاف واعظة موزعات على 27 محافظة.

 

لم يحدث إن تاب أحد على يد المهندسة ميرفت، إلا أن صديقتها وفاء عبد السلام، أسلم على يديها سيدة، كانت فرحانة جدًا جدًا،: "فضلت فترة بتحتفل بالموضوع ده"، بس أنا لأتمنى ذلك لإن ده عظيم وإن كنت سبب فى هداية بعض العصاة، "كان فيه ناس ملحدة واتناقشت معاهم، والحمد لله استفادوا ورجعوا عن اللى فى عقلهم، وبقيت مبسوطة إنى قدرت أوصل ده للشباب، خاصة إن البعض يُقبل على الانتحار، رغم أن فضل حفظ الروح عظيم: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا".

 

موضوعات ذات صلة..

وزير الأوقاف: مهمة العلماء إعمار الدنيا بالدين

اَمنة نصير: دار الإفتاء هي الجهة الوحيدة المسئولة عن إصدار الفتاوى

اقرأ أيضا