وحياة حبيبك النبي.. مصريون يتشفعون بالحسين في ليلته الكبيرة  

الثلاثاء 01 يناير 2019 | 07:10 مساءً
كتب : رحاب الخولي

"وحياة حبيبك النبي إشفيلي ابني.. أنا تعبت من اللف على المستشفيات..عنده المرض الملعون ومالهوش دواء غير دعوتك يا حسين"، تلك العبارات تنفست بها سيدة أربعينية، وهى تجلس على الأرض، في حضرة احتفالية الحسين، في يوم ذكرى استقرار رأس حفيد النبي الإمام الحسين في القاهرة تمسك بيديها شال أسود من الصوف، تجفف به دموعها، دعواتها وترجيها الله أن يسمع صرخات قلبها، ويشفى ابنها.

 

أم مصطفى، المرأة الأربعينية، لم ترغب في الإفصاح عن النذر التي نذرت به للحسين، بأن يشفي ابنها، قائلة" مينفعش أقول..بيبقي سر عشان ننفذه"، لكنها روت خطوات مجيئها من محافظة قنا إلى القاهرة أثناء برودة الشتاء، قائلة:" كل سنة للاحتفال بمولد الحسين، وأول مرة أحضر ليلة الأمس، وكل مرة بفضفض معاه وأحكيلة همه ومشاكلي، وكل لما أعاود البلد ألاقي مشكلتي اتحلت، بس المرة ده بقالي مرتين باجي وبدعي لابني بالشفا، ولسه القدر مجاشي، فسمعت إن كده في حاجة غلط بعملها، أو إني عليا نذر وموفتهوش".

 

 وتابعت قائلة:"الأطفال بيلعبوا حواليا، أسمع أناشيد وابتهالات من ناحية، وأغاني من ناحية أخرى، تلك المرة تعتبر الأولى لي أن أحضر احتفالية قدوم رأس الحسين، في وقت أهالينا المسيحيين يحتفلون برأس السنة، فكنت فرحانة أوي إن مصر حلوة كده، والناس بتهني بعضها".

 

"مدد يا حفيد النبي مدد"، قاطعت أم مصطفي، حديثها بتلك العبارة، عندما سمعت أذان المغرب، قائلة:" قلبي ارتجف لما سمعت الآذان، وأنا بتكلم معاكي عدى عليا شبح أبيض وقالي يلا الآذان.. الآذان ..الآذان، مضيفة" هروح البلد وابني هيخف.. مدد يا حسين مدد".

 

العم عوض

ضاق الحال به، فقدم له جاره نصيحة الذهاب إلى مولد الحسين، بعد لما الديون تراكمت عليه، بسبب العلاج على زوجته، "قالولى إن مصر فيها الخير، ولما أروح للحسين وأحكيلة همي ومشاكلي هيستجاب ليا ربنا، وده أول مرة أجى فيها مصر".

 

"في الفجر، ركبت القطار من أسيوط، وأخذت 50 جنيه من جاري حق سعر التذكرة، وجيت بيها ومش عارف هاكل منين وإزاي، بس هما قالولي الخير في الحسين كتير، ومش هتضيع غير حق التذاكر"، بتلك الكلمات حكي عم عوض، قصة مجيئه إلى القاهرة.

 

وتابع قائلا:" الشرطة في كل مكان، والأكل بيترمي علينا من كل ناحية، والمية والعصاير، فعلا الخير كتير، قلبي ارتاح وهمي انزاح وأنا قاعد في حضرة الحسين، وبمجرد إني رميت رأسى على الحيطة، حسيت براحة كبيرة، وإن الحسين هيستجيب دعوايا". 

اقرأ أيضا