من الروضة إلى خوست.. هنا قُتل الساجدين بدم «من لا دين لهم»

الجمعة 23 نوفمبر 2018 | 11:11 مساءً
كتب : مصطفى خميس

كان يراقب المشهد من بعيد، كتم أنفاسه بيده الصغيرة، دموعه تتساقط من عينيه دون أن يصدر صوتّا خوفّا من أن يكشفه أحد، الجثث تتناثر من حوله، على مرمى بصره سقط رفيقه في المدرسة وبالقرب منه غرق الشيخ العجوز جارهم، العشرات يتساقطون وراء بعضهم البعض، هو الآخر سقط من هول المشهد مغشيّا عليه.

رفع الآذان ما يقرب من 400 من الرجال والشيوخ والأطفال، يستمعون للخطيب الذي يعتلى المنبر، أطفال صغار يرافقون آبائهم علت الفرحة وجوهم وهم يستمعون لخطيب المسجد، الصورة لم تكتمل بعد أصوات سيارات مرتفعه في الخارج أحدهم وقف محاولّا الخروج لتقصي من الأحداث، لم تصل قدماه إلى الباب حتى سبقته رصاصة اخترقت جسده فسقط جثة هامدة بجوار أقاربه، انغلقت الأبواب وبدأت رحلة الموت، المجزرة التي ستظل في أذهان الجميع، على تلك الأرض سقط المصلون شهداء في بيت ربهم.

قرية الروضة والتي تبعد عن العريش مسافة 50 كم، وتبعد عن بئر العبد قرابة 40 كم بمحافظة شمال سيناء، تصادف اليوم الثالث والعشرين من نوفبر، ذكرى المذبحة، والتي نفذّها إرهابيون خونة لا علاقة لهم بالدين أو الإسلام، وبالرغم من مرور عام إلّا أنّ الإرهاب لم ينال من المصلين في مصر فقط بل يتربص لهم بالعالم أجمع.

 

الروضة أرض الشهداء

20 دقيقة متواصلة، قام الإرهابيون فيها بإطلاق وابل من الأعيرة النارية على المصلين، ولم يكتفوا بذلك فقط بل أشعلوا النيران فى السيرات المتواجدة خارج المسجد الخاصة بالمواطنين حتى لا يهربوا من محيط المسجد، والأمر الذى أثبت تجريدهم من كل معانى الإنسانية وهو قيامهم بتعطيل وصول سيارات الإسعاف إلى المسجد وقتل من احتمى داخل المسجد وحتى من حاول الهرب، مما أدى ارتفاع حصيلة القتلى إلى 305 و 128 مصاب وخلق حالة من الذعر فى محافظ شمال سيناء بالكامل.

ومن المشاهد التى لا تنسى "مشهد امرأة أخذت جثتي ابنيها الصغيرين على عربة يجرها حمار وتوجهت لدفنهما دون أن تنطق".

وهذه المذبحة التى حدثت داخل المسجد تعد أكبر مذبحة فى تاريخ مصر الحديث ليعد هذا النوع من الهجمات هوالأول من نوعة من قبل المتشددين فى شمال سيناء.

ويصادف فى ذكرى هذه المذبحة قيام عملية هجوم وإعتداء على مسجد في إقليم خوست بشرق أفغانستان، مما أدى إلى سقوط 26 قتيل وإصابة أكثر من 50 آخرين ، ذلك نتيجة الإنفجار الذى إستهدف المسجد أثناء صلاة الجمعة.

 

وقال مسؤول أمني إن المسجد موجود في قاعدة عسكرية في منطقة إسماعيل خيل في خوست، لتستمر عملية سفك الدماء فى الساحات المحرمة من قبل المتأسلمين والمتشددين.

اقرأ أيضا