لم تسلم عواصم أوروبا من بعض العمليات الإرهابية حتى لو اعتبرها البعض ليست عمليات كبرى، لكنّها تخلف وراءها العديد من الضحايا المدنيين ممن لا ذنب لهم، فأمس كانت أمريكا وقبلها فرنسا واليوم أستراليا، ومازال الإرهاب يطل بعباءته السوداء ليرفرف في سماء البلدان والعواصم الأوروبية منها والعربية.
في الساعات المبكّرة من صباح اليوم الجمعة، استيقظ العالم على حادثة جديدة، وهي عملية طعن في وسط المدينة الأسترالية ملبورن، العملية التي قام بها شخص لم يتم الكشف عن هويته حتى الآن وخلّف وراءه قتلى، تلك الحادثة التي اعتقدت الشرطة الأسترالية أنّها بعيدة عن الإرهاب لكنّها لم تتأكد حتى الآن، لكن وفي الغالب فالعملية وملابساتها لم تخرج بعيدًا عن مسلسل الإرهاب.
فيديو يوثق الكارثة
نشرت وسائل الإعلام المحلية مشاهد تظهر رجلاً يهاجم بشكل عشوائي ضباط شرطة قبل أن يطلقوا النار عليه، بعد إصابته أشخاصًا.
وطلبت شرطة فيكتوريا، عبر حسابها في تويتر، من المارة والأشخاص القاطنين بالقرب من الشارع، الذي شهد الحادثة، تجنب المنطقة.
وذكر شهود أنهم سمعوا أصوات صراخ قادمة من شارع بورك، وشاهدوا ألسنة دخان تتصاعد في السماء، بالإضافة إلى سيارة تحترق في نفس الشارع، وفق ما نقلت صحيفة "الجارديان".
وذكر قائد شرطة ولاية فيكتوريا ديفيد كلايتون للصحفيين أن الشرطة أطلقت الرصاص على الرجل الذي هدد أفرادها بسكين ويرقد الآن في المستشفى في حالة حرجة.
وتابع: "طعن ثلاثة أشخاص وللأسف أسلم أحدهم الروح في مكان الواقعة.. ليست هناك مؤشرات في هذه المرحلة على وجود صلة بالإرهاب لكننا سنتحرى الأمر لنعرف إن كان هناك أي رابط".
وأظهرت لقطات فيديو بثتها وسائل الإعلام المحلية، الرجل وهو يحاول طعن عناصر الشرطة بسكين في الشارع بينما تحترق السيارة على رصيف على بُعد بضعة أقدام.
وحاول الضباط والمارة - بمن فيهم رجل واحد يحمل عربة تسوق - إبقاءه بعيدًا حتى تم إطلاق النار عليه من قبل الشرطة وإسقاطه على الأرض، واعتقل في مكان الحادث ونقل إلى المستشفى تحت حراسة الشرطة في حالة حرجة.
وقال شهود عيان إن "الرجل ألقى عبوة ناسفة على سيارته الخاصة وأضرم فيها النيران قبل أن يهاجم الناس في الشارع".
وقالت شرطة فيكتوريا، في بيان لها: "إن الشرطة استجابت في بادئ الأمر لبلاغ عن سيارة مشتعلة بالقرب من زاوية شارع سوانستون في حوالي الساعة 4:30 مساءً بالتوقيت المحلي ثم وقع حادث الطعن في شارع بورك بمنطقة الأعمال المركزية".
وأكدت الشرطة أنها "لا تبحث عن أي شخص آخر في هذه المرحلة المبكرة"، موضحة أن "عددًا صغيرًا من الناس يعالجون من جروح جراء عمليات الطعن، وتم تطويق المنطقة وحث المارة على تجنب المكان".