أكد الأمير بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات السعودية السابق، أن العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز حاول تقديم بعض النصائح إلى الرئيس السوري بشار الأسد، مع بداية الاحتجاجات المناهضة لحكمه في الشارع السوري عام 2011، إلا أنه لم يستمع جيدا.
وقال الأمير السعودي في حواره مع "اندبندنت عربي": "بداية الأحداث في سوريا كانت في درعا حيث قام بعض الأطفال في سن 12-13 عاما بكتابة بعض العبارات ضد الدولة على بعض الجدران، فقامت الأجهزة الأمنية في سوريا باعتقالهم وتعذيبهم وقلع أظافر هؤلاء الأطفال وأدى التعذيب لوفاة أحدهم واستدعي أهالي الأطفال وتعذيب بعض منهم، بل إن أحد الآباء قيل له : "إذا منت قادر تربي أولادك احنا نجيب من أمهم أولاد ونربيهم".
وأضاف أن هذه كانت شرارة المظاهرات التي خرجت لتطالب ليس بتغيير النظام، بل احتجاجًا على ما قامت به الأجهزة التابعة للرئيس السوري بشار الأسد، والتي قامت بدورها بقمع تلك التظاهرات، وبدأت تظاهرات تضامنية مع أهالي درعا في المناطق الأخرى، وهي أيضًا لم تطالب بتغيير النظام بل باتخاذ إجراءات لكبح جماح الأجهزة الأمنية".
وتابع الأمير بندر أن السعودية كانت تتابع التطورات عن كثب، ولم تعلن موقفًا، بل أرسلت المندوبين للأسد تطلب منه اتخاذ ما يمكن لإنقاذ الوضع وتطوراته.
وكشف في حديثه عن إرسال الملك عبدالله لبشار مندوبًا برسالة مفادها أن عليه أخذ إجراءات سياسية عاجلة لتهدئة الأمور قبل أن تفرط، فوعده بشار بذلك، ولكن للأسف استمر بشار في سياسته القمعية"، ليعقب ذلك ارسال الملك عبدالله مندوبًا للمرة الثانية يحذر بشار من استمرار تدهور الوضع، فكان رده أنه يعي ما يحصل وسيقوم باتخاذ إجراءات سياسية إصلاحية عاجلة، ولكن هذا يتطلب إصلاحات اقتصادية ورفع مرتبات الجيش.
وأضاف: أرسل الملك عبدالله 200 مليون دولار إلى الأسد كمساعدة عاجلة لتهدئة الوضع والتعامل مع الأمور سياسيًا واقتصاديًا، ولكن بشار وبذكائه العجيب والذي يعتقد أنه يستطيع أن يخدع كل الناس بما في ذلك شعبه، أخذ الأموال دون فعل شيء، بل زاد في القمع والتنكيل بالشعب ثم انشق رياض حجاب رئيس الوزراء الأسبق.
وسرد أنه مع أول لقاء له مع بشار بعد توليه رئاسة الوزراء حاول شرح الوضع الداخلي لبشار في دير الزور خصوصا أن حجاب من دير الزور، واتصل به العديد من أهالي الدير يبلغونه بما يحدث فيها من قتل وتنكيل، فكان رد فعل بشار أنه لا عليك، أعرف بالوضع وهو تحت السيطرة... و"لا تشغل نفسك بهالحكي بس فيه هناك عقد التليفونات بدون تجديد وهذا بدك تعطيه لرامي مخلوف، وفيه أرض للدولة لماهر الأسد بدك تشتروها منه"، وهذا ما جعل رياض حجاب يخرج من الاجتماع بقناعة أن "الدنيا وما يحدث في وادٍ وبشار الأسد في وادٍ آخر".
واختتم حديثه قائلا: "ثم بدأ بشار بضرب المدن السورية بالصواريخ والبراميل المتفجرة، وهنا اقتنع الملك عبدالله أنه لا يمكن التعاون مع هذا الشخص. بل وأنا أتعجب اليوم وللأسف لا يوجد بيت أو حي أو قرية أو مدينة إلا وقد سحل فيها الناس وقتلوا ودمروا...".