"لقد اختارني المولي عز وجل أن أكون من متحدي الإعاقة، حيث تعرضت لحادث تسبب في إعاقة حركية لي، ولدي بنت وكان لابد من تحدي الحياة لكى أستطيع تربية بنتي"، بهذه الكلمات بدأت تعرض الفتاة الثلاثينية قصة كفاحها وتحدي الإعاقة لتصبح صاحبة مشغل حرف يدوية.
روت "فاطمة.ع"، 35عامًا، من محافظة القاهرة، قصتها قائلة:" تعلمت في حصة التربية الإقتصادية بالمدرسة حرفة التطريز وبعض الحرف اليدوية، وعندما كنت في السابعة من عمري كنت أقوم ببعض الأعمال اليدوية البسيطة، وأعرضها علي معلمتي التي كانت تعجب بها وكانت تعرضها في المعارض التي تنظمها المدرسة".
وتابعت:" لاتقتصر الحرف اليدوية على أعمال التطريز بل أقوم بحياكة بعض الأثواب وعمل الحقائب التي يتم تصنيعها من الأقمشة والجلود، وعندما كبرت قمت بتنمية موهبتي حيث كانت وزارة التضامن والشئون الإجتماعية تخصص دورات لتنمية مهارات الحرف اليدوية، وقد التحقت بإحدى هذه الدورات مما ساعد في صقل موهبتي وماتعلمته في الصغر وبدأت أقوم بإنتاج أعمالي باحترافية أكثر وعندها بدأت في المشاركة في معرض ديارنا".
وتضيف فاطمة، رحلة كفاحي بدأت بمرتب بسيط، حصلت عليه من خلال عرض منتجاتي بإحدى المعارض، بالإضافة لدخل زوجي الذي عاوني وساعدني في تحدي الإعاقة وأن أطور مهنتي، وأن استمر بالعمل بعد الحادثة، ولم يشعرني في يوم ما أنى عاجزة عن فعل شئ، ومنذ إصابتي بالحادثة، ما زالت رحلة العطاء مستمرة من جانب زوجي، ورغم الظروف الصعبة التي مريت بها إلا أنه مازال يشجعني علي العمل".
ووجهت فاطمة، رسالتها قائلة: "لكل سيدة ابتلاها الله بكونها من متحدي الإعاقة، لا تسمح للإعاقة بمنعها من تحقيق حلمها، وأنه مادام لدي المرء الأمل والمثابرة فهو قادر على تحقيق أى حلم".
وأكملت قائلة: "رسالتي لكل فتاة، ولكل سيدة معاقة، تحدي الإعاقة طوري نفسك بنفسك، إتعلمي حرفة، وابدأي تتابعي وتقرأي الأخبار وتطلعى على كل ماهو جديد، هكذا تعودت منذ الصغر أن أقرأ الجرائد وأتابع الأخبار المنشورة، فإرادتي فوق كل شيء، حتى بعد العجز والإصابة قررت استكمال المسيرة، واشتريت الكرسي المتحرك من النقود التي كسبتها من عرق جبيني كما يقولون، ويوميًا بنزل الشارع الساعة السادسة صباحًا أقوم بشراء الجرائد، وأعبر الطريق وأرغم كل السائقين على الوقوف حتى أمر للجانب الأيمن من الطريق، دون أن يساعدني أحد، أو أحتاج لأحد، الإنسان يستطيع أن يفعل مايريد، إذا أراد، وأن ينجح إذا قرر في كينونة نفسة أن ينجح".
وأردفت: "اليوم أصبحت قائدة بقوم بتدريب فتيات على الحرف اليدوية، وأصبحت معروفة، وزوار المعرض الدائمين ينتظرونني من العام للأخر، لجودة منتجاتي التي تعاصر الواقع وتواكب الموضة، بفكر وشكل جديد يرضي جميع الأذواق".