أم كلثوم وعبدالحليم حافظ.. اسمان كبيران في عالم الفن والغناء، جمعتهما أشياء كثيرة منها الصوت الفريد والشهرة الواسعة التي حققاها، وبرغم رحيلهما ، إلا أنهما لا يزالان يحتفظان بمكانتهما في العالم العربي .
لم يعتقد أحد أن يكون هناك خلاف بين العندليب الأسمر، عبد الحليم وكوكب الشرق، لكنه وبعد انتهاء احدى الحفلات المقامة تخليدًا لذكرى ثورة يوليو 1964، بحضور الرئيس جمال عبدالناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة فكان مخطط الحفل ان تغنى ام كلثوم ويليها حليم ، فـ ظلت ام كلثوم تغنى في وصلتها إلى وقت اطول من المحدد لها ، فبدأ عبدالحليم يفقد أعصابه في الكواليس نتيجة تأخر ميعاد صعوده على المسرح و شعر بأن هناك اتفاقًا ضمنيا بين عبدالوهاب وأم كلثوم على تأجيل ظهوره على المسرح .
وبعدما انهت ام كلثوم صعد عبد الحليم على المسرح وهو فى حالة غضب قالا جملتة الشهيرة " انا عايز اقولكم حاجة منتهى الجرأة ان حد ممكن يغنى ام يختم حفل بعد الست ام كلثوم ،بس أم كلثوم وعبدالوهاب أصرا أن أغنى في هذا الموعد، وماعرفش إذا كان ده شرف لي ولا مقلب "
وكان متواجد خلال هذا الخطاب الرئيس جمال عبد الناصر ، فقرر بحرم عبد الحليم من الغناء فى اعياد الثورة لمدة 3 سنوات ،وقال الإعلامي وجدي الحكيم إن عبدالحليم كان يذهب كل عام في موعد الحفل ويجلس مع الفرقة الماسية في مسرح البالون ويتصل بعلي شفيق منسق حفلات الثورة كل خمس دقائق ليطلب منه السماح له بالغناء فينقل على شفيق هذا الكلام إلى المشير عبدالحكيم عامر الذي كان يرفض في كل مرة، ويظل هو منتظرًا حتى الثالثة صباحًا ثم يعود إلى منزله.
وسعى عبد الحليم لسنوات عديدة لمصالحة ام كلثوم الا انها ظلت ترفض التحدث مع اى وسيط للتصالح مع العندليب .
وتمت المصالحة بينهم أثناء حفل خطبة إبنة الرئيس الراحل أنور السادات والذى تمت إقامته فى القناطر سنة 1970 وكانت رغبة السادات الملحه أن يصالحهما وكانت أم كلثوم لم تقبل أبداً أن يفتح أى إنسان أمامها هذا الموضوع بأى شكل من الأشكال أو أن يأتى أحد بسيرة حليم أصلاً.
فى المقابل كان حليم دائماً يقول لمن حوله “أنا حعرف أحل المسأله دى..”
ففكر السادات أن الحل الأمثل هو أن يلتقيا مصادفة وعندما دخل حليم الحفل أقترب من أم كلثوم وقبل يدها فنظرت إليه وقالت له:إنت عقلت ولا لسه ؟؟.
وانتهى النزاع بين ام كلثوم وعبدالحليم الذى دام خمس سنوات .