يشهد التاريخ العسكرى المصرى على الكثير من الإنجازات لتى سطرها على مر العصور منذ الحضارة الفرعونية وحتى التاريخ الحديث، وتعددت حروب الجيش المصري فكان يخوض الحروب تارة لصد هجمات الغزاة والمعتدين دفاعًا عن نفسها وتارةً أخرى للحفاظ على وحدة وتماسك أراضيها.
وكانت من أعظم الحروب التى خاضها الجيش المصري هي حرب قونية عام 1832 والتي تعتبر حربا لا يتذكرها المصريون ويظلمها المصريون لجهلهم بها وهى ف الواقع لإنتصار عظيم على الجيش الدولة العثمانية "تركيا" حاليا.
بعد أن كانت مصر لسنين طويلة قوة العثمانيين الضاربة فى المهام الصعبة التى عجزت الدولة العثمانية على تحقيق مردها فيها حتى قامت الدول الأوروبية بالإيقاع بين محمد على والسلطان العثمانى وأشعلت نار الفتنة بينهم وأرادت الإطالة فى عمر هذه الحروب لإضعاف الجانبين ولكن أظهر جيش محمد على بقيادة أبنه إبراهيم باشا براعة فائقه في كافة الحروب التي خاضها والمهام التى كلف بها وأثبت قدرة محمد على خلق وإعداد جيش نظامى.
وتعتبر معركة قونية من المعارك الفاصلة في حروب مصر لأنها فتحت الباب أمام الجيش المصرى على مصرعية إلى الآستانة عاصمة الدولة العثمانية حيث أصبح على مسيرة 6 أيام من البسفور، وكان الطريق خاليا أمامه.
وشهدت المعركة على ذكاء إبراهيم باشا الذي كان يمتلك قرابة 15 ألف جندى و48 بندقية، فى مواجهه قائد القوات التركية رءوف باشا بجيش يصل قوامه إلى 53 ألف جندى و 100 بندقية.
وبدأ إبراهيم باشا الهجوم على الجيش التركي ليعرف مدى قوته ونقاط ضعفة و قدرته على القتل فى بعض المناوشات الصغيرة قبل أن تبدأ المعركة الحقيقة والتى إستمرت 7 ساعات من الظهر حتى بعد المغرب فى أجواء مناخية صعبة حيث كانت يعتبر يوم ملئ بالضباب وصعوبة الرؤية والبرد القارس.
لتنتهى المعركة بانتصار الجيش المصرى على الجيش التركي وهزيمتة هزيمة نكراء بعد أن فروا هاربين بين الجبال، وبلغت خسائر الجانب التركي 3000 قتيلا وأسر 6000 ألاف من القادة والضباط من بينهم قائد الجيش.
بينما بلغت خسائر الجيش المصرى 262 قتيلاو 530 جريحا، ومن من اهم نتائج تلك المعركة كما ذكرها المؤرخون هى مقتل رشيد باشا الصدر الأعظم للسلطان العثمانى، و سيطره الجيش المصري على سواحل الشام و البحر المتوسط و اليونان.
ليواصل الجيش المصرى سلسلة إنتصاراته فى بلاد الشام، حيث سيطر على غزة ويافا وحيفا، وصور وصيدا وبيروت طرابلس والقدس وحمص وعكا ودمشق، بعدما فشلت محاولات الدولة العثمانية في وقف الزحف المصري.