هنا يسكن «وائل».. حكاية طبيب بولاق الدكرور المنتحر بـ”مشنقة النجفة”

لم يتعدى عمره الـ43 عامًا، مر بفترات عصيبة، وضغوطات جعلته فاقد الوعي والأمل.. هكذا كانت الأيام الأخيرة في حياة "وائل" الطبيب البيطري، الذى لم يجد ملجأُ للتخلص من المعاناة التي يعانيها سوى الذهاب إلى الدار الأخرة، بعدما صنع مشنقة في "النجفة" داخل حجرة النوم.

48 شهرًا ظل "وائل" يعالج نفسه من الإضرابات النفسية، التي كادت أن تقلب رأسًا على عقب وظل يتردد على الأطباء النفسيين ليصل اللي حل في هذا المرض الذي أصبح يهدد حياته، وبعد محاولة كثيرة، بدت بالفشل الذى سيطرت أعراضه عليه، وفي اليوم المشؤوم حاولت زوجته منعه، من تعاطي الأقراص التي تتسبب في إنهاء حياته وبعد ساعات قاضتها في العمل فوجئت بزوجها عند عودتها للمنزل معلقا من عنقه في "مشنقة النجفة". 

40 دقيقة قضاها محرر "بلدنا اليوم" في البحث عن محل سكن الطبيب المنتحر بمنطقة" كفر ضهلمس" التابعة لبولاق الدكرور، وبعد محاولات عدة، تمكن من معرفة شقته القاطنة بشارع العشرين، عقارات ارتفاعها أمتار لايتخطي أدوارها سوى 8 أدوار، أوراق متبعثرة على جانب الجدران، رجال ونساء يتراوح أعمارهم مابين الأربعين والخمسين، جالسون داخل سرداق عزاء "الطبيب"، ومن بين هؤلاء  "خالد" الشاب العشريني: "كان راجل في حاله، مفيش حد عمره اشتكى منه، كان طيب، ربنا يرحمه ويغفر له، لحد دلوقتي إحنا مش مصدقين اللي حصل".

ويضيف" مجدي" البالغ من العمر26:" متزوج بقاله 15 سنة، ومعاه 3 أولاد، عمرنا ماسمعنا عنه أنه تشاجر مع حد، سيرته علي كل لسان في المنطقة بالحلو والخلق الحسن، وتابع في حديثه: " كان إنسان في حاله وكنا بنشوفه كل يوم ينزل يصلي لكن ملهوش علاقه بحد".

وعند الحديث مع الأهالي قام رجل ذات الخمسين من عمره من آخر سرداق العزاء، وخطواته تبدو عليه السرعة:" الدكتور وائل آخر مرة شوفته من كام يوم، والابتسامة دى ماكنتش بتفارق وجهه"، وعن اللحظة الأخيرة في حياته : "فوجئنا بسيارات الشرطة متواجدة بالشارع وتوجه الضباط إلى شقة الدكتور، وعرفنا أن زوجته عثرت عليه مشنوق داخل شقته، كان متعلق فى نجفة، مفيش دقايق والدنيا اتقلبت والنيابة جات وعاينت الشقة".

وفي تمام الساعة السادسة من مساء أمس الأحد، تلقى قسم شرطة بولاق الدكرور قد تلى إشارة من غرفة عمليات النجدة، يفيد بالعثور على جثة طبيب بيطري مشنوق داخل شقته بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة لطبيب بيطري في العقد الخامس من عمره.

حُرر المحضر بالواقعة، وباشر المستشار هشام رفعت رئيس نيابة بولاق  الدكرورالتحقيقات.