”المسيحي العاشق للصوفية”.. ”الكدواني” فنان رفض الغش فأُعفي من التجنيد

شخصية بهية في طلتها لم يختلف الكثيرون على حبه، تميزت أدواره سواء كانت صغيرة أم كبيرة بالطابع الخاص والمذاق ذو النكهة الجيدة، وصف بكونه من القلائل المفكرون في الفن العربي، كان دائم التحدث عن الله وعلاقته بربه، وعشقه للصوفية، لم يتسآل أحد عن ديانته مطلقًا أو حتى محاولة الدخول في تفاصيل حياته الشخصية، لكن فحديثه دائمًا عن الإسلام كان يُعطي صورة واضحة بديانته إلّا أنّ الحقيقة كانت غير ذلك.

اليوم، سنسلك طريقًا مختلفًا للاحتفال بذكرى الفنان ماجد الكدواني، أحد عباقرة الفن الحديث، الشاب العاشق للصوفية والابتهالات الدينية، عاش نصف حياته مغتربّا وعاد محملًا بالأمل لتحقيق الحلم الكبير في وطنه:

المسيحي العاشق

"أنا بطلت أطلب من ربنا حاجة.. لأنى اكتشفت إن ربنا عارف احتياجك أكثر منك.. وبقيت أقوله اللى انت شايفه اعمله" جملة كانت تترددّ كثيرًا على لسانه في جميع لقاءاته التليفزيونية، حينما يلقى عليه أحد الأسئلة التي تتحدث عن نجاحه وتألقه وكيفية الوصول إلى القمة، حياته بأكملها كانت تسير وفقًا للقدر وترتيبات إلهية لذا فهو مؤمن تمامًا بأنّ كل ما يحدث له مقدر وخير من الله.

"الكدواني" لم يتحدّث نهائيّا عن ديانته، لكنّه في أحد أحاديثة الإذاعية، تحدّث كثيرًا عن الصوفية والصوفيون وكونه عاشقًا محبًا لهم ، يستمع لترتيلهم متابعًا لجلساتهم مرددًا ابتهالاتهم، الطبيعي أنّ من يتطرق لذهنه هذا الحديث يؤمن أنّ ماجد محمود الكدواني، رجل مسلم ، إلّا أنّ الحقيقة كشفها صديقه الفنان شريف منير أثناء تسلم "الكدواني" لإحدى جوائزه بأنّه مسيحي.

بناء مسجد

قضى الفنان ماجد الكدواني، معظم حياته بدولة الكويت برفقة أسرته، فوالده المواطن المصري المسيحي محمود الكدواني، والذي أشرف على بناء أكبر المساجد بالكويت، قضى الكدواني برفقة أسرته لما يقرب من 18 عامًا خارج الوطن حتى قررّ العودة من جديد لأرضه وبداية تحقيق حلم الدخول في مجال السينما.

الإصابة والتجنيد

أثناء إقامته بالكويت، شاء القدر أن يضع الكدواني في اختبار، كانت بدايته حينما طلب منه أحد أصدقائه بلجنة الامتحان أن يخبره بإجابة أحد الأسئلة، لكنّ ماجد رفض هذا الأمر بشدة، ومع خروجه من الإمتحان التقى بزميله الذي طلب الغش منه، وأثناء حديثه معه حاول الكدواني الرحيل مسرعًا لكنّه سقط على الأرض وأصيب بتهتك في أربطة قدمه وظلّ في الجبس لما يقرب من 3 أشهر.

3 أشهر قضاها "الكدواني" في منزلة مرّ الأمر يسلام، وعاد لدراسته من جديد وأنهى تعليمه الثانوي، وقرر العودة برفقة أسرته إلى موطنه الأم، والتحق بكلية الفنون الجميلة، لكنّ أمنيته كانت الالتحاق بمعهد الفنون، وأثناء محاولته التقديم طلب منه شهادة التجنيد، لكنّ القدر شاء أن يعوض الكدواني.

الإصابة التي أصيب بها منذ سنوات، مكنته من الحصول على شهادة الإعفاء من التجنيد، بعدما كاد من الممكن أن يستمر لما يقرب من 3 سنوات في الخدمة، إلّا أنّ تهتك الأربطة حالت دون هذا الأمر، فحصل الشاب على شهادة إعفاء من العسكرية المصرية، وسارع للتقديم في معهد التمثيل لتكون هنا نقطة انطلاقه الأولى للدخول إلى عالم الفن.