«ضائقة مالية».. عبارة صغيرة ترددت كثيرًا خلال الآونة الأخيرة، وأصبحت تمثل خطرًا كبيرًا على مستقبل العديد من الأطفال في المجتمع المصري، حيث إنها بدت تستخدم كشماعة يُعلق عليها الكثير من الأباء أخطائهم وعدم قدرتهم على تحمل الحياة، ويتجهون للتخلص من أطفالهم لكي يعيشون حياة مرفهة لا يوجد فيها متاعب أو مطالبة بأموال من أحد.
ينسدل الستار من جديد، على جريمة بشعة تقشعر منها الأبدان، في منطقة إمبابة، وقع ضحيتها 3 أطفال وانتحار والدهم من خلفهم، حيث ألقى بنفسه في نهر النيل، وذلك بسبب ضائقة مالية يمر بها منذ أشهر قليلة، وهذا بحسب التحقيقات الأولية التي أفصح عنها رجال الشرطة بقسم إمبابة.
بلدنا اليوم، تستعرض في تقريرها التالي، عددًا من الجرائم التي هزت أرجاء الرأي العام في أنحاء المحروسة، والتي كان البطل فيها الوالد الذي كتب السطور الأخيرة في حيات أبنائه، بسبب الضائقة المالية التي قلبت حياته رأسًا على عقب.
ضائقة مالية.. في الحي الراقي
مهما انتشرت الجرائم بهذه الطريقة، على مر الأيام، لن ينسى أحدًا قضية رجل الأعمال "عماد سعد" البالغ من العمر 56 عامًا، الذي يقطن في الحي الراقي بمنطقة الرحاب، والذي قتل زوجته "وفاء فوزي" صاحبة الـ43 عامًا، وأولاده "محمد" البالغ من العمر 22 سنة، "نورهان"،العشرينية، "عبدالرحمن"،في الثامن عشر من عمره، بالرصاص الحي، كما أكدت تحريات الأدلة الجنائية ثم انتحر داخل ڤيلته لتعثره ماليًا.
جريمة رجل الأعمال أثارة جدلًا واسعًا على الساحة الإعلامية، بسبب الطلاسم التي نقشت على ملامحها، وحيرة رجال الأمن في فك شفرتها، إلا أن الرائحة التي انبعثت من الجثث اقطحمت المنازل المجاورة للفيلا، حيث أبلغوا على الفور رجال القوات الأمنية، للتحقيق في الجريمة وكشف غموضها، وتم تعيين فريق أمني على مراقبة الڤيلا ومعاينة المنطقة وفحص المترددين عليها، وبدأ العمل على فحص سجل المكالمات الأخيرة للمتوفين بعد مخاطبة شركات المحمول، وحصر خلافات الضحايا وعلاقاتهم.
أما اللواء محمد منصور، مدير مباحث القاهرة، أمر حينها بتشكيل فريق بحث عالي المستوى من ضباط البحث الجنائي وقطاع القاهرة الجديدة يعاونه فريق من قسم المساعدات الفنية والأدلة الجنائية والأمن العام لفك الغموض المحيط بالحادث.
وعقب التحقيقات التي استمرت عدة أيام في القضية، وتوصلوا إلى أن القاتل هو الأب، أمرت النيابة العامة بالقاهرة الجديدة بنقل جثامين الأسرة كاملة، التي لقت مصرعها داخل فيلا على يد الأب بمدينة الرحاب إلى المشرحة، واستعجلت الصفة التشريحية وتقرير الطب الشرعي لكشف ملابساتها.
بولاق الدكرور.. ذبح الأبناء على يد الوالد
نفس السيناريو ينتقل سريعًا من الحي الراقي بمدينة الرحاب، إلى المنطقة الشعبية في بولاق الدكرور، حيث ترصد الكاميرا مشهدًا بشعًا أخر، وقعت ضحيته سيدة وابنتيها الصغار، على يد والدهم بسبب تعثره في ضائقة مالية كان يمر بها، وقادته للتخلص من عائلته في "غمضة عين" ويلقي بنفسه وراء القضبان طوال العمر.
كانت القوات الأمنية عثرت على جثث الأم "هبة"، صاحبة 38 عامًا، بكدمات بالعين والصدر وبجوارها "إيشارب" داخل غرفة نومها، وابنتيها "جنة الله"، 11 سنة، مخنوقة بسلك تليفون، و"حبيبة"، 10 سنوات، بوسادة.
التحقيقات التي أجرتها النياببة أفادت، إلى أن المتهم كان يعمل في مجال تجارة السيارات، واعتاد تداول أمواله في البورصة، قبل أن يتكبد خسارة فادحة مؤخرا، واقتراضه مبالغ مالية من آخرين، نتج عنها إصابته بأزمة نفسية، مضيفة أن الأب ارتكب جريمته، وبعثر محتويات الشقة، وزعم سرقة مبلغ مالي "340 ألف جنيه" قيمة نصيبه من بيع ميراثه الذي تركه له والده.
قتل طفليه بسبب المال
وفي نجع حمادي بمحافظة قنا، ألقى «ناصر أحمد»، 38 عامًا، نجليه «أحمد» 7 سنوات، و«محمد» 5 سنوات، في ترعة من أعلى كوبري الشعارنة مما تسبب في غرقهما، وتمكنت وحدة مباحث المركز من ضبط المتهم وتبين أنه غير متزن، وبمواجهته بالواقعة، قرر مروره بضائقة نفسية ومالية نتيجة انفصاله عن زوجته، وتم إخطار وحدة الإنقاذ النهري للبحث عن جثتي الطفلين وانتشالهما.
بالسكين قتل أفلاذ كبده
لم تختلف كثيرًا عن الحرق، بل كانت أشد وأصعب، حيث تجرد أب من كل مشاعر الإنسانية، ليذبح أبناءه الثلاثة الصغار بالسكين في منطقة القلعة بمركز العوايد في محافظة الإسكندرية، بسبب ضائقة مالية مر بها، وتمكنت الزوجة من الهرب قبل ذبحها وحاول الزوج الهرب، إلا أن أهالي المنطقة أمسكوا به واتصلوا بالشرطة.
وقال أحد الجيران، كشاهد على الواقعة: "إن الأسرة لاتملك قوت يومها ولا حتى العمل، الأمر الذي دفع الأب لقتل أبنائه"، وأضاف: "أن الأطفال يدرسون في المدرسة الابتدائية والأب لا يملك مصاريف المدارس".
إطلاق النار
كما أطلق زوج النار على زوجته وطفليه، في أبريل 2015، بسبب مروره بضائقة مالية، وقال حارس العقار، وقتها: "إن الأسرة مكونة من الزوجة والأطفال أحمد 9 أشهر، وسلمى 3 سنوات وعائشة 6 سنوات، بالصف الأول الابتدائي وهي الناجية الوحيدة؛ لأنها كانت المدرسة وقت ارتكاب الجريمة".
وكشفت التحريات، أن مرتكب الجريمة محمود بكر، ويمتلك محل إكسسوارت بالموسكي، ومر بضائقة مالية، وفى يوم الحادث استيقظ، وأمسك بسلاحه وأطلق الرصاص على زوجته وأطفاله.