ما يقرب من 24 ساعة مرت على إعلان الكيان الصهيوني عن بدء ما سميت بعملية "درع الشمال" والتي يبحث فيها جيش الاحتلال عن أنفاق حزب الله، والتي على حد زعمهم يستغلها من أجل تنفيذ عمليات إرهابية بتل أبيب.
عمليات شد وجذب بين الاحتلال وحزب الله، منذ الإعلان عن تنفيذ العملية كلّا منهما يهدد الجانب الآخر ، اليوم، ينشر الكيان الصهيوني فيديو مباغته لحزب الله كدليلا على تقدمه، وفي الناحية الأخرى ينشر حزب الله تقريرًا بأنّه المسيطر والاحتلال لا يستطيع فعل شيئ.
فيديو الاحتلال
ونشر الجيش الإسرائيلي شريط فيديو، قال إنه يرصد عنصرين من ميليشيات حزب الله اللبنانية داخل نفق، وذلك خلال عملية لإسرائيل تستهدف أنفاق الحزب.
ويظهر في الفيديو، الذي نشره الجيش على حسابه في تويتر، شخصان وهم يتقدمان داخل ما يبدو أنه نفق، قبل أن يصابا بالهلع ويلوذا بالفرار إثر حدوث انفجار.
ونشر الجيش لقطات أخرى لأنفاق ومعدات حفر أثناء عملها لتنفيذ ما وصفه "بالاستعدادات التكتيكية للكشف عن مشروع حزب الله للأنفاق الهجومية عبر الحدود".
وقال الجيش الإسرائيلي إن الأنفاق لم يبدأ تشغيلها بعد، لكنها تمثل "تهديدا وشيكا"، مشيرا إلى أن أحد الأنفاق يبدأ من داخل منزل في قرية كفر كلا اللبنانية، ويعبر الحدود قرب بلدة المطلة في أقصى شمال إسرائيل.
ولم تخض إسرائيل ضد حزب الله أي صراع عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ آخر حرب بينهما عام 2006، غير أن إسرائيل شنت هجمات في سوريا، مستهدفة ما وصفتها بإمدادات أسلحة متطورة لحزب الله.
حزب الله يكذب الاحتلال
واضطر الكيان الصهيوني للتراجع عن تسمية عملية "درع الشمال" التي أعلنها صباح الثلاثاء، لتدمير ما قال إنها أنفاق حفرها حزب الله من الأرضي اللبنانية باتجاه شمال فلسطين المحتلة، بعد ان فشل في تحقيق الاهداف المرجوة منها وانقلاب الراي الداخلي ضد رئيس الوزراء الصهيوني، بحسب ما نشرته الصحف التابعة لإيران وحزب الله.
وفسر البعض من داخل البيت الصهيوني بأن هذه العملية لم تحقق اي من اهدافها بل ارعبت المستوطنين اكثر ما أرعبت حزب الله واللبنانيين.
حالة ذعر
و نقل المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي تساحي دابوش في تغريدة له على موقع تويتر، حالة من الذعر بين المستوطنين لا سيما في منطقة "النشاطات"، متسائلاً عن الحاجة إلى حزب الله طالما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استطاع خلق حالة من الترهيب الذاتي. "كل هذا بسبب عملية لم تتخطّ الحدود. إذا كانت عملية محدودة داخل "إسرائيل" تتطلب هذا الذعر، فمن المثير أن نعرف ماذا يعد لنا رئيس الحكومة و(وزير الحرب) نتنياهو لأيام الحرب الشاملة".
لفت نظر
واعتقد البعض أنّ ماحدث كانت حيلة نتنياهو للفلت انظار عن ملفات الفساد التي تلاحقه هو ، لكن تلك الحيله فاشله لم تؤتي اكلها فرئيس كتلة المعسكر الصهيوني وعضو لجنة الخارجية والأمن يؤال حسون قال إن "المعارضة تطالب بأجوبة، هل هذه عملية درع شمالي أم أنها درع نتنياهو، ويطلب عقد نقاش مستعجل في لجنة الخارجية والأمن للاطلاع على العملية وانعكاساتها".
فكما يقال انقلب السحر على الساحر فقد اراد نتنياهو ان يغطي على جرائمه ففتحت عليه هذه المزاعم باب الاسئلة والاستجواب.
وبعد الانتقادات الواسعة في الداخل الإسرائيلي، لم يبد على المقلب الآخر الذعر أو الاستنفار العسكري من جانب الجيش اللبناني أو المقاومة، هذا دفع وسائل إعلام الكيان الصهيوني إلى القول بأن "حزب الله لم يرد رسمياً على العملية ويحافظ على نبرة معتدلة.. نتنياهو في أزمة".