"الرق أو العبودية" كلمات قد تبدو غريبة علي أذان البعض أو ربما عفي عليها الزمن، فلم تكن العبودية أبداً سمة تميز القرن الواحد والعشرين فما بالك بالعام 2018، الكثيرون مؤمنون أنّ العبودية انتهت منذ مئات السنين، فلم تكن العبودية فقط كون شخص ملكا لآخر بجسده، الرق لم ينتهي وما زال متواجدا إلى الآن لكن بطرق وأشكتل مختلفة.
في هذا التقرير وفي اليوم العالمي لإلغاء الرق نقدم لكم بلدان لم تخلو من العبودية في 2018..
العبودية في ليبيا
ليبيا ذلك البلد الذي كان من أكبر منتجي النفط في القارة السمراء وأحد أكبرهم في العالم قادته ثماني سنوات من الإنفلات الأمني إلي الريادة مجدداً، ولكن هذه المرة في الرق والعبودية.
فالبلد المطل علي جنوب المتوسط أصبح اليوم، من أكبر أسواق الرقيق علي مستوي العالم، فوجوده كمحطة عبور علي طريق الهجرة غير الشرعية إلي جنوب أوروبا، جعل من أراضيه مصيدة واعدة للمهاجرين غير الشرعيين لإستعبادهم والإستفادة منهم في الأعمال الشاقة، أو طلب فدية علي رؤسهم كسباً للمال.
مهاجرون تنوعوا بين أطياف وألوان مختلفة منهم المغاربة والأفارقة، خاصة القادمين من جنوب الصحراء منهم يتم اقتيادهم لأسواق النخاسة بالبلاد ليباعون بالمزاد العلني لمن يدفع أكثر ، كلُ هذا وأكثر يظهر في التحقيقات الدولية خاصة في تحقيق الـCNN الأخير، والذي كشف عن بيع شبابا من النيجر وبلدن أفريقية أخري بسعر 400 دولار أو 300 جنيه أسترليني، في أماكن لم يكشف عنها من ليبيا.
فيما رجح التقرير أن، هذه العمليات تحدث تحت حماية إحدي الحكومات الثلاث في ليبيا وهو ما نفته الأخيرة وقامت بفتح تحقيق عن الأمر حسب التقرير.
الرق علي يدي داعش.
لم يسلم سكان المناطق الواقعة تحن حكم داعش فيما مضي من غير المسلمين، من بطش التنظيم عليهم فالتنظيم الذي احتل أجزاء واسعة من العراق وسوريا في إحدي مراحله، أخذ من سكانها غير المسلمين خاصة من نسائهم سبايا حرب، ليوزعوا علي أعضائه أو ليقتاضوا لمصيراً أسوء في سوق النخاسة بالرقة عاصمة التنظيم وقتها.
ومن أبرز من بطش بهم التنظيم في مناطقه الطائفة الإيزدية بالعراق وأشهره سباياها المحررين، لمياء حجي تلك الفتاة التي أقتيضت من قريتها لتباع بالرقة لإحد صانعي السيارات المفخخة بداعش، هذا بعد أن توالي اغتصابها من أعضاء التنظيم في الطريق إلي هناك لتستطيع الهرب لاحقاً من أيديهم، بالرغم من إصابتها بإحدي شظايا الألغام، أثناء محاولتها الهرب، ليكتب لها حياة جديدة وتحكي للعالم قصتها وقصة بنو طائفتها مع العبودية علي أيدي داعش.
الروهينغا والرق في الأسر
العبودية مأساة جديدة تضاف إلي مأسي هذه الطائفة المضطهدة من قبل البوذيين وحكومتهم في ميانمار ، وكأن القتل والتهجير والتشريد لم يكفي عناصر الجيش البورمي تجاه طائفة الروهينغا، ليزيدوا عليها الرق والعبودية لكل من يقع من الروهينغا في الأسر.
الإبادة المستمرة ضد أقلية الروهينغا المسلمة منذ عدة سنوات في ميانمار، والتي بنيت علي أثار تاريخية يعللها المسؤلين في البلاد بمحاربة الجماعات المعارضة المسلحة من الطائفة، نافين اتهامات المنظمات الدولية لهم بالأسر والعبودية والتهجير القصري تجاه الروهينغا، فيما ترد الجماعات المسلحة بأنها تمارس حق الدفاع عن النفس أمام بطش الجيش الميانماري ، وبين هذا وذاك تستمر المأساة ومسلمي الروهينغا أكبر الخاسرين فيها.
الرق الجنسي في تايلاند
أما في تايلاندا عاصمة السياحة الجنسية في العالم، تلون الرق والعبودية بلون أخر لون الاستعباد الجنس، في عاصمة البلاد "باتايا"، والتي تنتشر بها الملاهي الليلية والعاهرات في كل حدبً وصوب.
وقد تجاوزت تلك التجارة حد الإتجار الجنسي إلي الإتجار البشري بالفتيات العاملات في هذا المجال، فبعض هؤلاء الفتيات يقعن إسيرات لدي تجار الجنس لخدمة رغبات زبائنهم الجنسية ، فهم لايستطيعون التوقف عن هذه المهنة حتي لو إرادوا ذالك ، فيما حاولت السطات التايلاندية الحد من هذه التجارة بتجريمها جملة وتفصيلا وشن الحملات علي مروجيها ولكن ذالك لم ينزل البلاد من تربعها علي عرش هذه التجارة الخسيسة، فإفساد بعض المسؤليين ونفوذ تجارها يشكل العقبة الأكبرأمام هذه الجهود.
في النهاية لن تحل هذ المأساة بجهوداً فردية أو حكومية فقط، بل يجب أن يتضافر كل ما يعبر ويدافع علي الإنسانية في سبيل مواجهتها والقضاء علي روادها لمنح حياة أفضل، لكل ممن تضرر أو مازال يتضرر من أفعالها فالعبودية ليست كلمة تليق بالقرن ال21.