”شجار فحقن فتقطيع لأجزاء”.. السعودية تكشف مسلسل مقتل ”خاشقجي” بالقنصلية

الخميس 15 نوفمبر 2018 | 01:46 مساءً
كتب : سارة أبوشادي

أزمة طغت على الساحة العالمية، قضية غامضة لم يتم اكتشاف ملابساتها إلّا بعد أسابيع قليلة،"جمال خاشقي" الصحفي السعودي المعارض والذي  قتل غدرّا بداخل القنصلية السعودية في استطبول، وظلّ مختفيّا لعدة أيام حتى تمّ اكتشاف الواقعة، تلك التي أطاحت بالعديد من المسؤولين بجهاز الاستخبارات السعودي، واليوم، خرجت النيابة العامة السعودية لتكشف عن الملابسات الكاملة للقضية، مطالبة بنيل المسؤولين عن عملية القتل أشد العقوبة.

 

قتل بعد شجار

المعروف عن الصحفي السعودي جمال خاشقجي، معارضته لعدد من القادة والمسؤولين بالسعودية، لجأ في فترة زمنية إلى أحضان تركيا، كان دائم الهجوم على المملكة لكنّه أيضّا كان يرفض المساس بأمنها القومي، صدر قرار من نائب رئيس جهاز الاستخبارات السعودية بمحاولة إعادته إلى المملكة مرة ثانية، القرار الذي حاول البعض تنفيذه لكنّ فشلهم فيه جعلهم يقتلون الراحل.

 

النائب العام السعودي، ذكر فيما نشر من تحقيقات اليوم، أنّ قائد فريق التفاوض لإعادة خاشقجي للمملكة، هو مَنْ اتخذ قراراً بقتله، ، والذي كان مكلفّا من نائب رئيس جهاز الاستخبارات بإعادة خاشقجي إلى المملكة، لكنّ فشله للقيام بهذا الأمر جعله يتخذ قرار القتل.

 

النيابة العامة في السعودية اليوم، أوضحت أن الفريق فشل بإقناع جمال خاشقجي للعودة إلى المملكة، وأن قائد الفريق تبيَّن له عدم إمكانية نقله إلى مكان آمن خارج القنصلية، بالتالي أخذ قراراً بقتله.

 

أسلوب الجريمة

"شجار فحقن فتقطيع لأجزاء" عملية أشبه بمسلسل تليفزيوني قديم، لكنّها نفذت بداخل القنصلية السعودية بتركيا، بدأ الأمر بالعرض على خاشقجي بالعودة إلى المملكة للتفاوض بشأن القضايا والاتهامات الموجهة إليه، لكنّه رفض هذا العرض، وتحوّل التفاوض إلى شجار، فما كان من رئيس قائد التفاوض إلّا أن أمر بحقنه بمادة مخدرة، وبالفعل هذا ماحدث وسقط خاشقجي على الأرض جثة هامدة.

 

الأمر لم ينتهي ها هنا فوجد القائمون على عملية القتل أنّه من الصعوبة البالغة نقل جثمان خاشقجي  خارج السفارة، لأنّه بالتأكيد سيتم اكتشافه خاصة وأنّ القنصلية السعودية بتركيا تتجه نحوها الكثير من الأنظار، لذا فكّر أحدهم بتقطيعه وتجزيئه وتعبئته في حقائب ونقله للخارج، ولن يتم اكتشاف الأمر خاصة وأنّه من الطبيعي خروج حقائب من القنصلية.

 

لم يكن المتهمين من الجانب السعودي فقط، بل شاركهم في الجريمة أحد رجال الشرطة التركية، والذي تسلّم الجثة من أعضاء القنصلية ليتم التخلص منها عن طريقه، فتمّت العملية من خلال 5 أشخاص من بين 11 متهمّا طالبت النيابة العامة السعودية بإنزال حكم الإعدام على هؤلاء الخمسة، والذين باشروا وقطّعوا ونقلوا الصحفي الراحل، ومحاسبة الـ6 الباقيين بعقوبة شديدة.

 

تقرير مزيف

بعدما نفّذ أعضاء الفريق المسؤولين عن عودة خاشقجي للمملكة جريمتهم، قدموا تقريراً كاذباً لنائب رئيس الاستخبارات السابق، وأثناء التحقيق معهم أنكروا كآفة التهم التي وجهت إليهم، بل وصل الحال بهم إلى إنكارهم لعدم معرفة مصير خاشقجي في البداية لكن سير التحقيقات كشفت حقائق الأمور.

 

النيابة السعودية أيضّا طلبت من الجانب التركي الحصول على الأدلة والتسجيلات الصوتية، معلنة أنّها أبلغت السلطات بأنقرة برجل الشرطة المحلي الذي ساعد أعضاء السفارة في قتل خاشقجي، و أنه تم رسم صورة تقريبية له وتسليمها للسلطات.

 

كما طلبت النيابة العامة من الجانب التركي أيضّا،  إفادات الشهود ونسخة من الرسائل الإلكترونية في جوال خاشقجي والتسجيلات في محيط مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول، بالإضافة إلى كآفة الأوراق والتقارير التي كانت بثّتها وسائل الإعلام التركية من قبل، والتي أثبتت بعضّا من تنفيذ العملية حتى يتم الاستعانة بها في التحقيقات، التي ما زالت مستمرة حتى تلك اللحظة وحتى يتم اكتشاف زيدّا من الحقائق حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

 

اقرأ أيضا