”قضية خاشقجي”.. السعودية لن تهدأ.. تركيا تترقب.. و”الجبير”: الجناة تجاوزا الحدود

أزمة لم يكن للساحة السياسية سواء العربية أو العالمية حديثٌ سواها، حقائق تمّ كشفها على مدار الأيام القليلة الماضية، تزييف دلائل وخداع في محاولة لتورط دول بعينها، لكن رُغم الجدل الذي أثير حول تلك الأزمة إلّا أنّها في النهاية انتهت بتوافقات سياسية.

قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقي، تلك القضية التي أثارت الرأي العام العربي والدولي بعد اختفاء الصحفي عدة أيام ثم قتله بعد ذلك، تركيا كعادتها دون براهين خرجت تتهم عدة دول بالتسبب في قتل الصحفي، وخلال ساعات وجّهت الإعلام التابع لها بالكامل للترويج لتلك الفكرة، وعلى الرغم من خروج السعودية للرد على ما أثارته تركيا إلّا أنّ الأزمة تصاعدت بشكل كبير.

اليوم، وبعد أيام من حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي خرج ليكشف عن القضية التي كانت مسار جدل الجميع، سبّب حديثه صدمة كبيرة لمؤيديه، خاصة أنّهم كانوا يتوقعون منه هجومًا كعادته على المملكة لكنّه لم يفعل هذا الأمر، بل اعترف بأنّ المملكة نفسها هي مَن تتابع التحقيقات وأنّها بالتأكيد لن تفلت الجاني من العقاب، وسيتعاون الجانبان معًا من أجل الحقيقة، ليعتقد الكثيرون أنّ أردوغان أثار أزمة خاشقجي في محاولة منه للضغط على الممكلة، محاولاً استغلالها لمصلحته، كما ذكرت فايننشال تايمز، خرج اليوم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ليتحدث بكل ما يتعلق عن القضية حتى يتم إغلاقها نهائيًا.

الوزير السعودي ذكر أنّ التحقيقات في مقتل الصحفي جمال خاشقجي ستستغرق وقتًا، وبالتأكيد ستتكشف الحقائق تباعًا مع سير التحقيقات، وأنّ المملكة تعمل بكل جهد مع تركيا في محاولة لعدم إفلات الجاني من العقاب، خاصة وعلى حد حديث الجبير، فإنّ هناك دلائل تنكشف يوميّا في القضية، بالإضافة إلى أنّ هناك أشخاصًا تجاوزا صلاحياتهم فيها، مطالبًا وسائل الإعلام بأكملها بأن ننتظر حتى تنتهي التحقيقات بدلاً من الشائعات والافتراضات التي تخرج منهم دون دليل؛ فالإعلام من شأنه نقل الحقيقة فقط ولا يعتمد على مجرد افتراءات لا أساس لها من الصحة.

لم تكن تركيا والمملكة السعودية وحدهما طرفي الأزمة، بل كان هناك طرفٌ ثالثٌ أيضًا والذي بدا دوره واضحًا هو الآخر، "الولايات المتحدة الأمريكية"؛ فترامب حاول أن يكون له دور في إنهاء الأزمة التي ظهرت على الساحة، واعترفت المملكة على لسان وزير خارجيتها أن ترامب كان له دور كبير في حل القضية أيضًا، وأنّ العلاقة حاليّا بين المملكة والولايات المتحدة، تختلف عن سابقيها فوصفها بـ"الحديدية"، خاصة أنّهم الآن يمتلكون علاقات استيراتيجية ثابتة وراسخة معها، بل وبحسب حديث الجبير فإنّ العلاقات السعودية الأمريكية تطورت في عهد ترامب عن سابقه أوباما، خاصة أنّهم امتلكوا عدة مشاكل معه فمرت المملكة بأوقات صعبة أثناء إدارته، لكن الآن العلاقات ثابتة وراسخة.

موضوعات متعلقة

«بن سلمان»: يكشف دور المملكة في تحقيقات مقتل «خاشقجي»

أبناء ”خاشقجي” يشكرون الملك سليمان على مواساتهم في وفاة والدهم