قال الدكتور هانى رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مصر تسعى فى الوقت الحالى إلى العودة لإفريقيا من جديد وبشكل كبير يليق باسمها في القارة، وأن العودة تتم بوسائل عدة أولها إعادة العلاقات مع الدول الإفريقية فى كل المجالات، وعبر إطار العمل الجماعى الإفريقى سواء فى الاتحاد الإفريقى نفسه كمؤسسة سياسية، أو النشاط الاقتصادى من خلال المشاركة فى المؤتمرات المختلفة أو استضافة هذه المؤتمرات.
وشدد رسلان أنه من الصعب تنفيذ الاستراتيجية على المجال السياسى فقط، وأنها تحتاج إلى حزمة من الإجراءات التى تساند بعضها وبالتالى فإن فكرة طرح برلمان دول حوض النيل واحدة من هذه الأفكار لأنه لابد من خلق روابط ذات طبيعة اجتماعية وسياسية واقتصادية وهذا لا يتعارض مع الخلافات الموجودة فى ملف المياه، لأن جزءا من الخلافات بشأنه أنه كان هناك مناخ غير إيجابى فى العلاقات بين مصر وبلدان حوض النيل والآن مصر تسعى إلى تغيير هذا المناخ من الصراع إلى التعاون، وهذا ما ذكره الرئيس السيسى خلال زيارته الأولى للبرلمان الإثيوبى.
وتابع مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن خلافات المياه لا زالت قائمة لأنها قضايا معقدة وتحتاج إلى وقت طويل، لكن هذا ليس معناه اليأس وأن نقلب الطاولة، لأن العلاقات بين الدول ستستمر، فنحن موجودون فى إقليم واحد وبيننا مصالح مشتركة ويجب تأسيس عملية التعاون هذه على أسس صحيحة.
وأكمل أن المهام الرئيسية لهذا البرلمان إذا رأى النور ستكون التنسيق فى القضايا المشتركة، مشيرًا إلى أنه سيشبه البرلمان الأوروبى، لكن التجربة الأخيرة أصبحت أكثر نضجًا.
وأشار إلى أن هذا البرلمان إذا تم إنشاؤه؛ سيساهم فى تحسين بيئة العلاقات بين مصر ودول حوض النيل، لكنه لن يكون عاملًا رئيسيًا لحل مشكلات هذه الدول لأنها مشكلات لها طبيعة مختلفة ومؤثرة تأثيرا كبيرا فى كل جوانب الحياة فى هذه البلدان.
وواصل أن علاقتنا مع السودان مختلفة عن باقي دول حوض النيل؛ لأنها علاقة تاريخية ممتدة، فهناك تواصل شعبى واجتماعى وثقافى، وتاريخ مشترك يمكن البناء عليه، والشعبان يتحدثان لغة واحدة وبينهما روابط اجتماعية فحالة مصر والسودان حالة خاصة، رغم ما تعانيه من بعض الأزمات من وقت لآخر، فمحاولة تدشين برلمان وادى النيل بين مصر والسودان ستكون محاولة لترميم ما خرب سابقًا.
موضوعات متعلقة:
رئيس ”إفريقية البرلمان”: هناك توجه لإنشاء برلمان دول حوض النيل
حاتم باشات: تنسيق الملفات الأمنية شرط ظهور ”برلمان حوض النيل”