شهدت الساحة السياسية والحزبية في الأونة الآخيرة، ارتفاع وتيرة استقطاب الأعضاء من الأحزاب من أكبر الكيانات السياسية الممثله داخل مجلس النواب، والذي يكون لها تواجد فعال على الساحة بشكل ملحوظ، لتشكيل عدد من الائتلافات بين أصحاب الأيديولوجيات المتشابهة، لتقوية الحياة السياسية، وبدأ دور ائتلاف دعم مصر، صاحب الأغلبية البرلمانية بالمجلس، فى الانحسار على المستوى السياسى، والتقويض على الخريطة الحزبية المرتقب تشكيلها.
وبعد صراعات ومنافسات انتخابية فى الدورات البرلمانية الماضية، لتشكيل الائتلاف وتوسيع رقعة أعضائه، حيث أنه ومنذ اللحظة الأولى توقع الجميع بأن «دعم مصر» سيلقي حضورًا لامعًا لأقوى ائتلاف برلماني على مر العصور، ليستطيع وضع أجندة تشريعية قوية، ويشكل الحكومة جديدة ومناقشة برنامجها قبل منح الثقة البرلمانية عليها، ولكن تغيب المهندس محمد السويدي، رئيس ائتلاف دعم مصر، عن البرلمان نظرًا لسفره إلي خارج البلاد، وتفويض النائب طاهر أبو زيد، نائبه، لقيادة الائتلاف خلال الفترة المقبلة.
ولكن غيابه عن الاجتماعات والجلسات العامة، لم يمر مرور الكرام، حيث أثار حالة من الجدل، مما جعله لم يستمر طويلا مع خروج السويدى عن صمته، موضحا أن سفره للولايات المتحدة الأمريكية، السبب وراء الرسالة.
وبالرغم من ذلك، إلا أن المشهد السياسي بأكمله تغير منذ الوهلة الأولي من سفره إلي الخارج، وخروج النائب مصطفي بكري، عضو اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب، ببعض من التصريحات التي أثارت جدال أكثر لتفتعل الأزمات ويشتعل «دعم مصر» ليصبح حديث الساعه للجميع، وأكد بكري أن المهندس محمد زكي السويدي، سيتنازل عن منصبة إلي النائب طاهر أبو زيد، نائبة الأول.
ونفى الائتلاف، فى بيان له، ما تردد عن استقاله السويدي وتفويضه أبو زيد بإدارة شئون الائتلاف، موضحا: "ما حدث هو إبلاغ رئيس الائتلاف، وفقا لما تنص عليه اللائحة الداخلية للبرلمان، الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، حال سفره، على أن يقوم النائب الأول بإدارة شئون الائتلاف لحين عودته من الخارج، والأمر الذى استغله البعض فرصة لترويج الشائعات للتقليل من الجهود التى يبذلها ائتلاف دعم مصر فى خدمة الوطن".
وبعد هذا المشهد، بدأ عقد الاجتماعات المكثفة تحت قبة الائتلاف ومنح الحكومة الثقة، ومتابعه عملها على أرض الواقع، ولكن الغريب فى الآمر، أن السويدي لم يترك البلاد حتى هذه اللحظة، حتى أن أعلن اليوم عن عدم ترشحة مرة أخرى ولفترة ثالثة على رئاسة الائتلاف، داعيًا إلى عقد جمعية عمومية للائتلاف لإجراء الانتخابات على مقعد الرئيس.
تساؤلات عديدة يطرحها الوضع الحالى داخل الائتلاف، فهل يستمر دعم مصر بقوته أم لا، خاصة بعد انسحاب السويدي، عن رئاسة «دعم مصر»، وأصبح من المرشحين لتلك المقعد الفارغ النائب طاهر أبو زيد، الذي كان مرشح منذ فترة على رئاسة المقعد، وهل «أبو زيد»، قادرًا على ادارته الائتلاف والقضايا بأكلمها، خاصة وأن هناك معلومات من داخل الائتلاف أن الجميع يدعمه لتقلد المنصب.