«معركة إدلب».. كارثة إنسانية تُهدد الألاف وسط ترقب المجتمع الدولي

الجمعة 14 سبتمبر 2018 | 10:11 صباحاً
كتب : سارة أبوشادي

الجميع يترقب في صمت، معركة من الممكن أن تؤدي لموت الكثير من الأبرياء مما لا ذنب لهم سوى وجودهم في تلك المدينة الصغيرة، فوسط تصارع الجميع لأجل الحصول على غنيمة في معركة "إدلب" يقف المواطن ضحية دون سلاح أو عدة؟

 

«معركة إدلب»، كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن اقتراب معركة إدلب، آخر المعاقل التي تسيطر عليها المعارضة السورية، والتي من الممكن أن تكون المسمار الآخير الذي سيوضع في نعش المعارضة السورية وتنظيم داعش الإرهابي في سوريا، بعد سنوات من الحرب والاستيلاء على الأرض، لذا يخشى الكثير بأن تكون تلك المعركة هي الأسوأ على الإطلاق في الحرب السورية على داعش.

 

في البرّ، يحشد الجيش السوري آلاف الجنود والمقاتلين لتعزيز قوّاته قبل البدء بما يوصف «بأم المعارك»، وعلى الجانب الآخر تحشد المعارضة كآفة رجالها وعتادها، فقط لأنّ تلك المعركة حال خسارتها لها فستكون النهاية، لتلك الميليشيات المسلحة.

 

الجيش يستعد لحرب إدلب

تعد تلك المعركة هي الفاصلة للجيش السوري لإعادة سيطرته على زمام الأمور والبلاد بأكملها مرة ثانية، منذ بداية الحرب السورية عام 2011، لذا يحشد النظام السوري قواته البرية والبحرية والجوية بالتعاون مع الجيش السوري والإيراني، لأجل القضاء على ما اعتبرته آخر بؤرة إرهابية في البلاد.

 

وبينما يستعد الجيش من ناحية والمعارضة من ناحية أخرى إلّا أنّ البعض يأمل أن لا تحدث تلك المعركة، لكن المؤشرات المتواجدة على أرض الواقع تقول عكس ذلك خاصة من الجانب الروسي والإيراني الداعمان للجيش السوري، واللذان أعلنا أنّ على الحكومة السورية القضاء وتصفية الإرهابيين وتطهير البلاد نهائيّا في إدلب، ووضع حد لما يحدث من كوارث بها.

 

 

المعارضة تستعد للمعركة

وبينما يستعد الجيش السوري للمعركة التي تعد هي الأهم بالنسبة له، على الجانب الآخر تستعد المعاضة السورية أيضًا بشقيها الإرهابي منها وما يسمى بالمعتدل، بكآفة ميليشياتها العسكرية وأسلحتها، حيث يفوق عدد جنودها المئة ألف والتي ستدفع بهم بالكامل في تلك المعركة المصيرية، خاصة وأنّها ستعد الآخيرة بالنسبة لهم ومن ثم فليس أمامهم سوى القتال حتى النهاية، بحسب ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

 

أهمية إدلب للأطراف المتصارعة

النظام السوري

تعد إدلب المحافظة الأخيرة التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد، والتي فرضت سيطرتها عليها منذ أربعة أعوام تقريباً، لذا فإنّ أهميتها للجيش السوري بمثابة السيطرة على البلاد بالكامل ونهاية الحرب، بالإضافة إلى أنّ إعادة انتشار القوات الحكومية في هذه المحافظة بالتحديد يعدّ أمراً في غاية الأهمية بالنسبة إلى دمشق لأن لهذا الانتشار أبعاد إقليمية، حيث ترى دمشق في عودة الجيش السوري إلى إدلب "كسرَ شوكة تركيا المجاورة" التي دعمت المعارضة.

 

روسيا

ولإدلب أيضًا أهمية كبرى لروسيا، والتي تدعم الجيش السوري بكل قوتها، خاصة وأنّ الكريملين يرغب في إظهار سلطته، مجدداً، كالسلطة الأعلى في ساحة الصراع السورية، بعد انكفاء الأميركيين عنها، لذا يريد بوتين إثبات أنّ روسيا قد وفت بوعدها في إنهاء الحرب السورية، وعدم تكرار ما يحدث في ليبيا حاليّا، بالإضافة إلى أنّ موسكو تهتم بإبعاد قوات المعارضة عن ساحل البحر الأبيض المتوسط قدر الممكن، حيث تعرّضت قواتها البحرية والجوية القابعة هناك إلى أكثر من هجوم بطائرات مسيّرة أو بقذائف الهاون، خصوصاً وأن جغرافية إدلب جعلت منها منطقة حدودية لمنطقة اللاذقية، حيث ينتشر الجنود الروس.

 

تركيا

في إدلب يوجد حوالي اثني عشر مركزاً عسكرياً للجيش التركي، إضافة إلى القوات التركية المنتشرة في مدينتي عفرين والباب، لذا تدعم تركيا الفصائل المعارضة والتي بدأت تدعيمها منذ اندلاع الثورة، تلك الجهة التي تسيطر حالّا على إدلب، بالإضافة إلى أنّ تلك المنطقة تعد حدودية مع تركيا، والتي ستخسر الكثير حال عودة سيطرة الجيش السوري عليها، لذا تحاول بكل ما أوتيت من قوة عدم اندلاع المعركة.

 

المدنيين بإدلب يحاولون الهرب للنجاة

أما أوضاع المدنيين من أهالي إدلب، فأّقل ما يقال عنهم بحسب المنظمات الحقوقية، فإنّهم يعيشون لحظات رعب وخوف كبير بانتظار المجهول، فالعديد من الأهالي القاطنين بالقرب من الحدود التركية ينزحون بالقرب منها، لكنهم لا يحاولون عبورها مخافة تعرضهم للاعتداء من حرس الحدود التركي المعروف بتعامله الخشن مع اللاجئين.

 

وحذّرت المخابرات التركية من أن 250 ألف نازح سوري سيحاولون اللجوء إلى تركيا في حال تمّ الهجوم على إدلب، وذلك لا يناسب الحكومة التركية خاصة وأنّها تواجه الكثير من الأزمات داخل البلاد ولا تحتاج المزيد.

 

استخدام الكيماوي في الحرب

وفي ظل التحضيرات من الأطراف المتصارعة لبداية الحرب على إدلب، أعلنت الحكومة السورية وروسيا أن المعارضة المسلحة في إدلب تخطط لاستخدام الأسلحة الكيماوية لإثارة المجتمع الدولي والدفع باتجاه ضربات جوية غربية عقابية.

 

وبدأ الأهالي يستعدون لاستقبال تلك الكارثة الكبرى، والتي ستكون بمثابة موت محققّا لهم حيث صنع عدد من الأهالي اقنعة غاز، بواسطة مواد اولية من الفحم والخشب والأكواب الورقية والقطن وأكياس البلاستيك النايلون والأشرطة وزجاجات البلاستيك والمشروبات الغازية.

 

المعركة لم تبدأ بعد الجميع يترقب، والمجتمع الدولي يناشد بعدم بدايتها ويدعون للتفاضل لأجل إيقاف نزيف الدماءء والذي سيزداد كثيرًا في تلك الحرب حال اشتعالها.

 

موضوعات متعلقة

أبرز ما ورد في اجتماع مجلس الأمن بشأن إدلب

إدلب.. المصير المعلق بين القمة الثلاثية ومجلس الأمن

اقرأ أيضا