شيء قد يجهله مجموعة كبيرة من الناس وهي أن الأحلام والروى تُحسد، وينبغي لصاحب الرؤيا الصالحة ألا يقصها على شخص عرف أنه حسود ولذلك قال سيدنا يعقوب عليه السلام لسيدنا يوسف كما قص لنا القرآن الكريم : ( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) يوسف 5.
قال القرطبي : وفى هذا دليل على أن يعقوب عليه السلام، كان أحس من بنيه حسد يوسف، وبغضه فنهاه عن قص الرؤيا عليهم خوفا من أن تغل بذلك صدورهم فيعملوا الحيلة في هلاكه. فمن الحذر الواجب، الحذر ممن يغلب على الظن أن يحقد أو يحسد ، ولذا يقول النبى صلى الله عليه وسلم : ( استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذى نعمة محسود ) أخرجه الطبراني في الكبير من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه ، وصححه الألبانى.
فمثلا إذا قص رجل عنده عدد من الأبناء رؤيا تبشره بقدوم ولد إلى رجل حسود وليس معه أبناء فذلك أدعي للحسد، بل وتجد أيضا من معه أبناء ويحسد أبناء الأخرين. أو رجل غنى و صاحب مال يرى رؤيا تبشره بربح عظيم وزيادة في ماله فيقص ذلك على حسود أو فقير حسود فذلك أدعي للحسد.
وخطورة ذلك كما ورد في صحيح السنة النبوية عن جابر بن عبدالله رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من يموت من أمتى بعد قضاء الله وقدره بالأنفس ) يعنى العين .
رواه البخاري.