عند تم الإعلان عن نظام الـ"STEM" فرح أولياء الأمور، واجتهد الطلاب في دراستهم للانضمام إليها، ووذلك أملا في الحصول على نظام تعليم جيد يختلف عن التعليم العادي المنهار، والحصول على منحة للتعلم في الجامعات الأجنبية، ولكنهم بعد الانضمام إليها، صدموا مما وجدوه في نتيجتهم، التي عملوا لها طوال العام.
فكانت نتيجة هذا العام هم رسوب عدد كبير من الطلاب بالرغم من نجاحهم في المجموع الكلي، ليخرج أولياء الأمور منددين بهذه النتيجة التي تعب أبنائهم لها طوال العام، ومطالبين بانقاذ مستقبل أطفالهم الذي أصبح قاب قويسين أو أدنى من الضياع.
فخرجت وزارة التعليم العالي لتوضح أن عملت لتصحيح هذه النتيجة، لانقاذ مستقبل علماء وقادة المستقبل، ولكن ومع فتح باب التحويل من نظام المتفوقين إلى نظام الثانوية العامة العادية، أسرع الطلاب للتحويل، هذه الظارهة التي اعتبرها البعض كارثية وأنها ستقتل الحلم الذي تم انشاء هذه المدارس لتحقيقه.
خبير تربوي: تحويل الطلاب من مدارس الـ«STEM” إلى الثانوية العامة ... كارثه
قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي إن عمل عملية تحويل الطلاب من مدارس المتفوقين المعروفة باسم مدارس "STEM" إلى مدارس الثانوية العامة العادية هي كارثة بكل المقاييس، موضحًا أنه نتيجة لفوضى النظام وتناقضاته، ارتفعت نسبة رسوب الطلاب هذا العام بالرغم من حصولهم على مجموع كلي عالي يتخطى الـ 88%.
وأضاف الخبير التربوي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أنه كان من المفترض أن تحقق الوزارة للتعرف على المسئول عن تلك الكارثة التي وقعت ومحاسبته، وذلك بدلا من دفعهم إلى لتحويل من نظام المتفوقين الذي كانت تحتاجه البلاد لتخريج طلاب على قدر على من التعليم، إلى نظام التعليم العادي.
وأكمل الدكتور مغيث حديثه موضحًا أن عملية التحويل عائدة إلى أولياء الأمور، والطلاب أنفسهم، بالإضافة إلى الوزارة، وذلك بالرغم من ما قامت به الوزارة لرفع نسبة النجاح، فالكارثه مازالت موجودة، مشيرًا إلى أن أولياء المور في بداية العام الماضي حذروا من العديد من المشاكل التي أدت إلى هذه الكارثه.
وأكدت ان الطلاب سيعملون على التحويل من مدارس المتفوقيت التي ينتمون إليها للالتحاق بنظام التعليم العادي، هروبًا منه، مشيرًا إلى أنهم بهذا التحويل سيكملون دراستهم في نظام التعليم العادي الذي لن يحدث به أي تطوير أو تغيير لأن الوزير لم يعلن عن مناهج جديدة أو نظام جديد للتقييم أو طرق تدريس مختلفة.
خبيرة تربوية: أولياء أمور طلاب ”STEM” سيحولون أبنائهم هروبا من هذا النظام
قالت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية إن أولياء أمور الطلاب المنتمين إلى المرحلة الأولى والثانية في مدارس المتفوقين سيعملون على تحويل أبنائهم إلى نظام الثانوية العامة العادية هروبًا من هذا النظام، والذهاب إلى منطقة آمنة.
وأعربت الخبيرة التربوية في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» عن رفضها لكل ما يحدث الآن في منظومة التعليم في مصر، بدءً من نظام التعليم الجديد والذي سيتم تطبيقه في العام الدراسي القادم 2018 / 2019، وصولًا بمدراس المتفوقين «STEM» التي لها نظام خاص مختلف عن المدارس العادية، مشيرة إلى أن تكلفة هذه المدارس وصلت إلى 50 مليون جنيه، بالرغم من وجود عجز في ميزانية التعليم، هذه الميزانية التي كان من الممكن ان يتم استخدامها في التوسع في البرامج داخل المدارس وإعدادها وعمل برامج للمتفوقين بها.
وأكملت أن هذه المدارس لم يتم اعداد معلميها جيدًا، أو تهيئة المجتمع ليكون على قدر من الوعي بطبيعة هذه المدارس وأهميتها، أو الطريقة الصجيجة لصياغة امتحاناتها، لافتة أن ما يحدث الآن هو نتيجة حتمية لعمل مؤسسات تعليمية دون دراسة جدوى حقيقية، فما يتم كتابته على الورق يختلف تمامًا علما يحدث في الواقع، حيث أنه لا يتم الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة الهامة في هذا الأمر.
ماجدة نصر: فتح باب التحويل من مدراس المتفوقين للمدارس العادية .. هرب من المشكلة
قالت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي في مجلس النواب إن عملية فتح باب التحويل من مدارس المتفوقين «STEM» هو هرب من المشكلة وليس حلًا لها، مشيرة إلى أن وزارة التربية والتعليم كان يجب عليها أن تحلل النتيجة لمعرفة اسباب الفشل، وليس الحل أن يتجه الطلاب للحل الأسهل للهروب من المدارس.
وأضافت عضو لجنة التعليم واليحث العلمي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن فتح الباب، سيجعل العديد من الطلاب يحولون من نظام المتفوقين إلى التعليم العادي، معربة عن رفضها للأمر، ومنوهة إلى أن أنه من الممكن أن يتم السماح بالتحويل في حالة واحدة وهي ألا يكونوا على القدر المناسب للتعلم في هذه النوعية من المدارس، منوهة إلى أن احتمال حدوث هذا الأمر ضئيل، لأن يتم عمل اختبارات وامتحانات قدرات للتعرف على قدرة الطلاب.
وأوضحت أن عملية تحويل أولياء الأمور لذويهم إلى نظام التعليم العادي ليس حلا للمشكلة أبدًا، منوهة إلى أن عدم قدرة أولياء الأمور على أخذ حقوق أولادهم، وتوضيح نتيجة التظلمات، فإن الطالب لن يعرف السبب الذي أدى إلى رسوبه في نظام الـ «STEM».
وأشارت إلى أن نظام مدارس المتفوقين كان الهدف منه هو تخريج علماء في جميع علوم الحياة، وذلك من خلال التركيز على الجانب البحثي والعلوم، ولذلك فهو يختلف عن نظام التعليم العادي، حتى بعد تطويره.