تتنوع درجات الناس في الرؤيا الصادقة ،وهم على ثلاث درجات..
1– الأنبياء: رؤياهم كلها صدق ووحى وهي جزءاً من النبوة وهذا في حق الأنبياء دون غيرهم كما ورد فى قوله تعالى : " فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) . الصافات
ولقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يرى الرؤيا فتكون كفلق الصبح ، فرؤياهم كلها صدق ولكن قد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير .
2 – الصالحون: والأغلب في رؤياهم الصدق لقوله صلى الله عليه وسلم : " أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً " . رواه مسلم من حديث أبو هريرة وقد يقع فيها ما لا يحتاج إلى تعبير .
3 – من عداهم: يقع في رؤياهم الصدق والأضغاث وهم ثلاثة أقسام :
الأول مستورون: هم الذين لهم صلاة وزكاة وصيام وحج وطاعات ولكنهم مقصرين ولهم بعض الذنوب دون الشرك ، فالغالب استواء الحال في حقهم فرؤياهم تارة من الله وأخرى من الشيطان .
الثاني فسقة: والغالب على رؤياهم الأضغاث ويقل فيها الصدق .
الثالث كفار: ويندر في رؤياهم الصدق جدا . وقد تقع الرؤيا الصادقة من بعض الكفار كما في رؤيا صاحبي السجن مع سيدنا يوسف عليه السلام وملكهما وغير ذلك ولا يعد ذلك أبداً أنها جزء من النبوة بل من باب قد يصدق الكذوب .
وقال القرطبى: إن الكافر والفاسق والكاذب والفاجر وإن صدقت رؤياهم فى بعض الأوقات لا تكون من الوحي ولا من النبوة وليس كل من صدق فى حديث عن غيب يكون خبره ذلك بنبوة وقد يصدق الكاهن وغيره بكلمة من الحق ولكن ذلك قليل ونادر وكذلك رؤيا هؤلاء .