قالت الدكتورة ميرفت العماري، الاستشاري النفسي، إن الأسباب التي تدفع بعض طلاب الثانوية العامة للإنتحار والتي تتمثل في أن هؤلاء الطلاب يكونون في سن المراهقة وهي مرحلة خطيرة حيث يعاني الطالب فيها من أزمة "البوية"، وهي تعني من أنا، وما الذي سأثبته للمجتمع ؟، وهل سأثبت أني ناجح أم لا ؟، هل سيكون لي مكانة في المجتمع أم لا ؟، ومن أهم الأسباب المسببة لهذه الظاهرة، الكابوس الذي يدعي كليات قمة وكليات قاع، وهذه مسميات خطأ تزيد من توتر الشخص الذي يعاني من مشاكل في شخصيته وتدفعه إلي الإنتحار.
وأشارت العماري في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، إلي الضغط النفسي الذي يتسبب فيه الأباء، حيث يرسخون في ابنائهم من طلاب الثانوية العامة أن النجاح هو أن تحصل علي الدرجات العالية، لكي تلتحق بكليات القمة وعلي رأسهن كليات الطب والهندسة، وأن من لم يلتحق بهذه الكليات، يكون قد أخفق في بناء مستقبله، وأن الحياة ستقف عند هذه النقطة.
وأضافت الاستشاري النفسي، أن البلاد التي تخطت هذا الكابوس الذي يصنف الكليات بالقمة والقاع، هي الدول التي حقققت نجاحاً فعلياً، وأن امريكا أنجح دول العالم وأكثرها تقدماً، تطبق نظام الإختيار حسب الرغبة، وتخصص سنتين تمهيديتين، لكي تمنح فيهما الطالب فرصة ليثبت نجاحه في المجال الذي وقع عليه الإختيار.
وأنهت العماري، حديثها بأن رهبة الإمتحان هي العامل الرئيسي التي تدفع الطالب للقلق المرضي، الذي يجعله يتوقف عن الاستذكار، ويقف مكتوف الأيدي، ولكن هناك نوع من القلق يدفع الطالب إلي زيادة الرغبة في الاستذكار وهو القلق الموضوعي.