لم يكن الآمر بالهين أبدًا عليها.. كانت تقف حائرة لا تدري ماذا تفعل وأيهما تشتريه وأيمهما تبيعه، زوجها أم شقيقتها التي شاركتها رحم أمهما وكبرا سويًا، جمعتهم ظلمة الرحم، لتكبر إحداهما الآخرى بخمس دقائق فقط، كانوا متماثلتين في كل شيء حتى يكاد الآخرين لا يستطيعون التفرقة بينهم.
شقيقتان كبرا سويًا حتى وصلوا للجامعة والتحقا بكلية الإعلام.
رغم التشابه الغير طبيعي بينها كتوأم إلا أن فارق بسيط هو الذي كان يميزهما عن بعضهن، إيمان فتاة خفيفة الظل والروح مرحة أمنية قليلة الحديث حتى يكاد الجالسين في حضرتها لا يسمعوا لها صوتًا.
الحياة تمر سنة تلو الإخرى تتعرف إيمان على زميل لها بكلية أخرى يقعا في حب بعضهما وسرعان ما تتم الخطبة ويبتع ذلك زواجهما بعد التخرج مباشرة.
حياة مستقرة إن جاز القول زوجان في مقتبل عمرهما مازالوا يحاربون من آجل الكسب ولقمة العيش، حتى فوجعت الزوجة الغافلة بآمر عظيم، وهنا قررت التوجه للمحكمة قائلة:«أريد خلعًا».
تقول مقيمة الدعوى: بعد زواجي بدأت شقيقتي تحضر لمنزلي كثيرًا فلم تكن المسافة بيننا بعيدة، مستكملة كان زوجي يزعجها فقد كان بالنسبة لها سبب في التفريق بيننا بعد أن كنا نتشارك كل شيء منذ أن كنا آجنة، مضيفة، كانت تأتي كل صباح لبيتي بعد أن يغادر زوجي «مصطفى»، قاصدًا عمله.
وتضيف، في بداية الآمر كانت تفضل شقيقتي أن لا تجتمع بزوجي مفصحة لي عن سبب ذلك بأنها لا تحبه وتشعر تجاهه بغبطة شديدة، متابعة، ولكني كنت ألح عليها أن تجلس معي تشاركنا طعامنا وأُكثر في مديحه وأخبرها أنه يكن لها معزة خاصة.
وتستطرد، جليد الكره بدأ في الذوبان، وبدأت شقيقتي في أن تألف زوجي وتطمئن له، تكررت الزيارات والأحاديث والخروجات سارت «أمنية» وكأنها تعيش معنا، تبات معي بالأسابيع ولا تعد لبيت أبي إلا للحظات قليلة وكان والدي ووالدتي لا يمانعان لشدة تعلقنا ببعض.
وتستكمل تسير الحياة على تلك الوتيرة حتى صدمت صدمة عمري التي جعلتني أجن حينما خرجت ذات صباح لقضاء بعض الأمور عقب أن نزل زوجي للعمل وبعد عودتي شاهدت ما لم يكن في الحسبان فقد فوجئت بشقيقتي في أحضان زوجي.
وتستمر في حديثها قائلة:لا أتذكر رد فعلي ولكن كل ما أتذكره هو أن زوجي وهي يتوددان لى كي أسامحهم، متابعة،وبعد فترة جاءني زوجي بمنتهى التبجح يخبرني أنه لن يقوى على العيش دون شقيقتي ويطالبني أن تأتي لتقيم معنا وأن نتشارك أنا وهي فيه مؤكدًا لي أنه مازال يحبني ويحبها كذلك ويريد أن يجمع بيننا.
وتتابع حينها طلبت منه الطلاق ولكنه رفض وحاول جاهدًا أن يعيد أختي للمنزل ويقنعني بأفكارة الشيطانية، مضيفة فلم أجد حلًا إلا الخلع فجئت هنا لمحكمة الأسرة «زنانيري» لإقيم دعواي، دون علم أهلي حتى لا أفضح أختي وأن لا أخسرها فرغم الآلم الذي سببته لي إلا أن حبها فطرة في قلبي لن يمحوها أي ذنب مهما عظم.