صرخات وعويل تملئ المكان، فقد هز قطار رقم 986 «القاهرة-قنا» المار بحوش محطة المزاريق خط القاهرة السد العالي المنطقة بأكملها بعد سقوط 3 سيارات منه وإصابة العشرات من المواطنين من بينهم أطفال ونساء في الحادث.
لم تكن السيدة التي أوشكت على الوضع تدري أثناء خروجها من بيتها لاستقلال القطار أنها على موعد مع كارثة كادت أن تودي بها وبجنينها الذي اقترب موعد ولادته.
بدأت الرحلة وإتخذت هاجر عبدالله حجازي ذات الـ 35 عامًا من مغاغة مقعدها لتسريح، فالطريق طويل والحمل قد آثقلها، شرعت في تحسس بطنها المنتفخ أمامها وكأنها تطمئن على جنينها.
تحرك القطار متجهًا لمقصده، مرت الدقائق حتى فوجئت المرآة الثلاثينة بآن السيارة التي تستقلها تنقلب، الفزع ملئ قلبها وقلب كل من معها في العربة وعلت الأصوات بالصرخات والبكاء والعويل هذا يتأوه وهذا يمسك بجسده وهذا يبحث عن ذويه بين الأشخاص الملقين على جنب القطار وخارجه.
حاولت هاجر أن تقوم من موقعها ولكن لم يسعفها جسدها المتهالك ثواني معدودات وبدأت تشعر بألم حاد ببطنها لم تتمكن خلاله من الحراك، حاولت تشير بيدها لعل أحد يغيثها ورغم أن المواطنين تحركوا تجاها إلا أن اللحظة الواحدة تأخير كانت تعادل عمرًا كامل فقد ملئ فؤادها حزن لا يضاهيه حزن فهي لا تدري أحي جنينها الذي تلقى صدمة قوية بعد أن سقطت والدته على بطنها أم مازال حيًا ينتظر قدومه للحياة.
أصوات سيارات الإسعاف تعلو في المكان المصابين يحملون للمستشفيات، حملت الأم المصابة وصرخاتها تعلوا فالألم يشتد والوجع لا يحتمل هنا قرر الأطباء توليدها قيصرية حفاظًا على حياة ابنها وحفاظًا على حياتها، كما قرروا احتجازهما لصعوبة خروجمها من المستشفى قبل استقرار صحتهما ووضعهما تحت العناية.