مع ارتفاع وتيرة اندماج الأحزاب وتشكيل عدد من الائتلافات بين أصحاب الأيديولوجيات المتشابهة، لتقوية الحياة السياسية، وكان على رأسها بزوغ نجم حزب مستقبل وطن، بعد اندماجه مع جمعية "معا من أجل مصر"، بدأ دور ائتلاف دعم مصر، صاحب الأغلبية البرلمانية بمجلس النواب، فى الانحسار على المستوى السياسى، والتقويض على الخريطة الحزبية المرتقب تشكيلها.
وأثار غياب المهندس محمد السويدى، رئيس الائتلاف، وإرساله رسالة إلى رئيس مجلس النواب يخطره فيها بتفويض النائب طاهر أبو زيد، نائبه، لقيادة "دعم مصر" خلال الفترة المقبلة، حالة من الجدل، وهو ما لم يستمر طويلا مع خروج السويدى، عن صمته، موضحا أن سفره للولايات المتحدة الأمريكية، السبب وراء الرسالة.
ونفى الائتلاف، فى بيان له، ما تردد عن استقالة السويدى، وتفويضه أبو زيد بإدارة شئون الائتلاف، موضحا: "ما حدث هو إبلاغ رئيس الائتلاف - وفقا لما تنص عليه اللائحة الداخلية للبرلمان - الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، حال سفره، على أن يقوم النائب الأول بإدارة شئون الائتلاف لحين عودته من الخارج، الأمر الذى استغله البعض فرصة لترويج الشائعات للتقليل من الجهود التى يبذلها ائتلاف دعم مصر فى خدمة الوطن".
«دعم مصر» فى طريقه للتحول إلى مؤسسة تنموية
وقال مصدر رفض ذكر اسمه، إن الائتلاف يدرس حاليا فكرة تحوله إلى مؤسسة تنموية، نظرا للدور الذى يلعبه فى المحافظات بهذا الشأن، عبر قنواته الشرعية المتمثلة فى مراكز تنمية المجتمع.
وأضاف المصدر، أن غياب فكرة تحول الائتلاف إلى حزب، وظهور الوجه الجديد لـ"مستقبل وطن"، وانضمام عدد كبير من النواب إليه تمهيدا لتشكيل الأغلبية البرلمانية فى دور الانعقاد الرابع للمجلس - المقرر بدؤه فى أكتوبر المقبل - أربك الوضع داخل أروقة الائتلاف، وأصبح الاتجاه لإعلانه "مؤسسة تنموية" وشيكا.
وتابع: "دعم مصر كوّن لنفسه أرضية صلبة داخل المحافظات، لتبنيه عددا من المشروعات التنموية التى تخدم شبابها، ومحدودى الدخل، وفى مقدمتها، توفير السلع المدعومة للمواطنين، ودعم المشروعات الصغيرة، وتوفير الأراضى لصغار الشباب، للاستفادة منها فى تنمية المجتمع".
وكشف المصدر عن أن هناك ضائقة مالية تضرب كيان الائتلاف، وهو ما أدى لإلغاء الـ"أوفر تايم"، للعاملين داخل مقره، توفيرا للنفقات، خاصة مع غياب "السويدى" عن المشهد خلال المرحلة الماضية.
«مستقبل وطن» وراء الشائعات
ومن جانبه، نفى جمال عبد العال، عضو المكتب السياسى لائتلاف دعم مصر، فكرة التحول إلى مؤسسة تنموية، قائلاً: "لو كان الأمر صحيحا؛ كان الأولى عقد اجتماع للمكتب السياسى، والإعلان عنه، ومراكزنا التنموية على مستوى المحافظات مستمرة فى أداء دورها لخدمة المجتمع، ونحن كأعضاء نقوم بدورنا السياسى، فى توصيل مشاكلهم للوزراء بهدف حلها".
وأضاف عضو المكتب السياسى أن الأقاويل وتحليل المواقف المتعلقة بالائتلاف، زادت حدتها خلال الآونة الأخيرة، دون أن يكون لها أساس فى الواقع، موضحاً: "الائتلاف ما زال قائما كائتلاف برلمانى، يضم كل الأحزاب، وما زالت الخريطة السياسية حتى الآن لم توضع بشكل نهائى فى مصر".
ولفت إلى أن هناك العديد من التحركات فى الخريطة السياسية، خلال الفترة السابقة، من أحزاب تعمل على تقوية نفسها، وأخرى اندمجت مع مثيلاتها، نافياً علم تلك الأحزاب بالنتيجة النهائية للخريطة: "الموضوع لسه شائك ولم يتم تحديد خريطته الكاملة حتى الآن".
واتهم عضو المكتب السياسى، حزب "مستقبل وطن"، بتوجيه سهام الشائعات حول الائتلاف بهدف التأثير عليه وإضعافه، مضيفا: "أصبحت المصالح متضاربة، وكل كيان يسعى جاهدا إلى التقليل من الجبهة الأخرى، وإضعافها، مثل شائعة استقالة السويدى من رئاسة الائتلاف، وهو يبرز تساؤلا حول "من هو صاحب المصلحة لنشر مثل تلك التكهنات؟"، بالتأكيد "مستقبل وطن".
ونوّه إلى أن ارتفاع أسهم مستقبل وطن، المتزامن مع إعادة هيكلته فى ثوبه الجديد، غير قانونية، خاصة مع إعلانه انضمام عدد من نواب المصريين الأحرار له، لافتا إلى أنه ليس من حق أى نائب إعلان انضمامه لحزب آخر وتغيير صفته الحزبية.
وأضاف: "بعد هوجة مستقبل وطن، خيم الهدوء على أجواء الحزب من جديد، وهو أكبر دليل على أن كل ما يثار بشأن الخريطة السياسية إرهاصات، تتم فى إطار تشكيل عدة أحزاب لتأسيس حياه سياسية قوية فى مصر، والموقف النهائى لم يحسم بعد".
وفيما يخص تخفيض النفقات فى غياب السويدى؛ أكدت نانسى نصير، عضو المكتب السياسى، أن الأخير، ما زال رئيس الائتلاف، ويتواصل باستمرار مع أعضائه، قائلة: "لا صحة لما تردد بشأن تقليل النفقات، فالائتلاف معظمه كوادر قوية".
وأضافت نصير أن الائتلاف مستمر فى أداء دوره التنموى، كـ"ائتلاف الأغلبية"، لافتة إلى أن مصلحته فى دعم الدولة والوقوف بجانبها لاستكمال مسيرة البناء.