كانت تحفة معمارية في عصرها، وقد ولاها محمد علي باشا اهتمامًا كبيرًا، فخرجت كأعجوبة فنية في مجال هندسة الري، كما كانت القناطر الأولى من نوعها في العالم، وبعد مضي أكثر من قرن من الزمان على إنشائها، ما زالت تتمتع هذه المنطقة بسحرها الأخاذ الذي استطاع أن يجذب ملايين السياح العرب والأجانب سنويا، بالإضافة إلى أنها أصبحت قبلة للمصرين للتنزة فيها ليستمتعوا بجمالها منقطع النظير.
ولكن وبالرغم من حب المصريون لها واهتمامهم بها، إلا أنها لم تستطع أن تنجو من أيادي الإهمال، حيث أن أعمال الترميم قد توقفت فيها، مما أدى إلى انهيار جزء من "العيون" الموجودة أعلى الكوبري ، بالإضافة إلى تعرضها لسرقة بعض الأجزاء منها بعد الثورة من قبل بعض المعتدين، وبالرغم من وجود مستندات ومخاطبات رسمية متبادلة بين وزارة الآثار والمجلس الأعلى للآثار تؤكد على خطورة وضع الكوبري واحتياجه الشديد للترميم في أسرع وقت قبل تفاقم سوء حالته، وتقديم قطاع الآثار الإسلامية والقبطية لتقرير يؤكد توقف أعمال ترميم الكوبري، لحين توفير الاعتمادات من وزارة الري، الجهة الممولة لعملية الترميم، باعتبارها الجهة المالكة للأثر، إلا أن الجهات المسئولة لم يتحرك لها ساكن، واستمر حال القناطر في التدهور، وذللك بحسب ما أوضحته النائبة سولاف درويش، عضو مجلس النواب ومساعد رئيس حزب حماة الوطن في بيانها العاجل، والذي أكدت فيه انتشار موجة عامة من الغضب بين أهالي مدينة القناطر الخيرية لما شهدوه من ضياع معالم هذا الأثر التاريخي العظيم.
في هذا السياق، أكد الدكتور ماجد الراهب، رئيس جمعية المحافظة على التراث المصري، أن وزارة الآثار تبذل جهودًا كبيرة للمحافظة على الآثار الموجودة في جميع أنحاء الجمهورية، مشيرًا إلى أن هناك صعوبة في متابعة الوزارة لكل هذه الآثار، والصرف عليها.
وأضاف رئيس جمعية المحافظة على التراث المصري، في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»، أنه بالنسبة للقناطر، فيوجد بها إدارة أثرية، وإدارة للترميم، مشيرًا إلى بذلهم جهدًا في محلج قطن محمد علي.
وتابع أنه لو كان هناك بالفعل تقصير في قناطر محمد علي كان سيعلم عنها فورًا، وكانت الجمعية ستبحث في هذا الموضوع، وسيبحث مع المسئولين الأمر، مؤكدًا أنه ليس هناك أي تقصير من الوزارة، وفي حالة رصدهم لأي ضرر يمس الآثار تتدخل الوزارة لحل الأمر فورًا، وأنه سيتابع هذه المشكلة.
وأوضح أن كوبري محمد علي يتبع كلا من وزارتي الآثار والري، مشيرًا إلى أن الأخيرة لا تستطيع التقصير بشأن القناطر نظرًا لأهميتها وحيويتها، ولذلك فإنهم يعملون على متابعتها يوميًا، وعند ملاحظتها لأي مشكلة فإنها تخاطب وزارة الآثار على الفور، حتى يتم عمل الصيانة من جانب وزارة الري وتحت إشراف وزارة الآثار، وذلك لأنها مسجلة على أنها أثر، منوهًا إلى شكه في هذه المشكلة.
بدوره، قال الدكتور مختار الكسبانى عالم آثار إسلامية مصري إن كوبري «محمد علي» الموجود أعلى ترعة المحمودية، ونهايته هو الكوبري التاريخي بالإسكندرية، يتبع هيئة الكباري، والتي تتبع بدورها وزارة الري منذ إنشائها وحتى الآن.
وأضاف عالم الآثار الإسلامي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن وزارة الآثار ليس لها إشراف على هذه المنشآت إلا شكليًا، أما عملية الصيانة تخضع لوزارة الري، وذلك لأنها عبارة عن مجاري مائية، وتحتوي على أنواع معينة من الأملاح في المياه، وهذا كله من اختصاص وزارة الري.
أما بالنسبة للدكتور مختار الكسبانى عالم آثار إسلامية مصري، فقد نفى تبعية كوبري «محمد علي» لوزارة الآثار، موضحًا أنه يتبع هيئة الكباري، والتي تتبع بدورها وزارة الري منذ إنشائها وحتى الآن.
وأضاف عالم الآثار الإسلامي، في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»، أن وزارة الآثار ليس لها إشراف على هذه المنشآت إلا اسميًا، أما عملية الصيانة تخضع لوزارة الري، وذلك لأنها عبارة عن مجاري مائية، وتحتوي على أنواع معينة من الأملاح في المياه، وهذا كله من اختصاص وزارة الري.
وأكمل الكسباني حديثه موضحًا أنه في حالة طلب وزارة الري من الآثار الاشراف الفني على تلك المنشآت أو الشكل الهندسي، يمكن عندها أن يتعاون خبراء الآثار مع الوزارة ويقدمون خبراتهم للوزارة، أما فعليًا فهذه المباني تتبع وزارة الري، منوهًا بأن القناطر الخيرية هي من المنشآت الأثرية، ولكن هذا لا يعني أن يتم توقيف عملها وعدم توصيل المياه؛ لعمل ترميمات أثرية لها.
وتابع، ولذلك فإنه في حالة وجود تداخل بين عمل وزارة السياحة مع غيرها من الوزارت ترجع الأهمية الأكبر للوزارة التي تم إنشاء المبنى لعمل خدمة لها، وفي هذه الحالة هي وزارة الري، لافتًا إلى أن أي منشآت أثرية تعمل وزارة الري على ترميمها باستمرار.
يذكر أن النائبة سولاف درويش، عضو مجلس النواب ومساعد رئيس حزب حماة الوطن، تقدمت ببيان عاجل بشأن الإهمال المتعمد لكوبري محمد على باشا الأثري بالقناطر الخيرية بالقليوبية، مما أدى إلى انهيار أجزاء منه.