«سمر كمال».. حكاية صعيدية زلزلت السوشيال ميديا بـ«بوست» عن الزواج

الثلاثاء 26 يونية 2018 | 08:33 مساءً
كتب : السيد موسى

«ظل رجل» تلك الركن الذي يهرب إليه الفتاة لتستقي منه قبلة الحياة ونعمة الأمومة التي تحلم بها كل فتاة، إلا أن العادات والأهالي في الآونة حالوا دون الوصول إلى تلك الظل، فالكل يبجث عن الملك الذي سيأتي بفانوس علاء الدين ليغير مسار حياة ابنته وينقلها من المستوى الاجتماعي التي تعيش فيه لأعلى، فإن كان حتى في نفس مستواه فهو غير لائق، وهذا الأمر قد يكون أول أسباب ارتفاع حصيلة العنوسة في مصر لـ  13.5 مليون، وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

 

«لما نتخانق لا الدهب و لا الطاسات اللي هيرجعونا لبعض، حبنا هو اللي مهما بعدنا هيرجعنا».. كلماتٌ دونتها فتاة من صيعد مصر، لتنتشر بسرعة الضوء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لخصت من خلالها ما يجب أن يتم بين الراغبين في الزواج، وحذرتهم من الوقوع في فخ "كذا جاب كذا.. أو فلان عامل كذا"، وهو لسان حال أغلبية الشباب إن لم يكن كلهم.

 

ثلاثون عام قضتها سمر كمال، خريجة معهد سياحة وفنادق، في أقصى جنوب المحروسة "أسوان"، كان كفيلة أن تكسبها من التلقائية والدقة ما اكسبتها لكتابة منشورها الشهير الذي لف أرجاء السوشيال ميديا، وعلى الرغم من عدم زيجتها حتى الآن إلا أن الواقع حولها من زيجات لا يهم أطرافها سوى أن يمون جهازها وعرسها مثل فلان وفلانة قامت بهذه المهة.

 

"التعليم والخبرة المكتسبة من الواقع"، دفعا سمر لتوجيه رسالتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي فهي تعلم مدى أهمتها وظلت مترددة في كتابة منشورها، إلا أنها حينما رأت الأمر وصل لحد المبالغة، حتى أصبح الأهالي لا يخرجون من الجوازات إلا مديونين بالآف على أشياء ربما تكون مكرر إلا أنه يلزم منها ألوان أخرى من وجهة نظر المجتمع، أو أشياء يتم تخزينها بعد الفرح، فكان لا بد من ثورتها بتلك المنشور.

 

وعلى الرغم من أنها كانت تطمح في أفادة من حولها او أصدقائها على الأقل على الفيس بوك، إلا أنها لم تتخيل ولو للحظة واحد أن المنشور سيلف «فيس بوك» وغير من مواقع التواصل، حتى أنها صدمت حينما رأت التفاعل مع البوست بهذا الشكل الكبير، إلا أن اتفاق الناس معها في الرأي كان سبب كافي لفرحتها.

 

كعادتهم لا يتركون شيء إلا ويدخلونه في إطار السخرية، فمن المواقف الغربية التي حدثت لـ«بنت الصعيد» بعد منشورها الشهير، أن بعض الشبان يستخفون ب«دمائهم»، ويضايقونها خصوصًا أولئك الذين لا يقبلون الخروج على العادات أو الأفكار الخاطئة التي ترسخت عندهم، إلا أن إيمان «سمر» بالفكرة كان كفيل أن يجعلها تتحمل بعض الأراء المتحجرة مستندًة إلى بعض النماذج العملية التي حدثت بالفعل كما هو الحال لشقيقتها وابنة عمها.

 

 توجه الشابة الصعيدية رسالة لجميع البنات، «أبدى حياتك ببساطة وقناعة وبلاش تدخلي طرف تالت فى مشاكلكم، حتى لو الأم حافظى على بيتك، وطالما بترضى ربنا وزوجك سيبك من كلام الناس»، وتخص الذين ينظرون إلى غيرهم دون مراعاة لظروفهم بقولها، «ربنا يهديكم مش الحاجات دي اللى هتخليكي سعيدة و مرتاحة بلاش تخسري جوزك لو صالح علشان فى الآخر هتندمي والدين بيقول (من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)».

 

الفتاة مؤمنة حد اليقين بفكرتها، كما أن المنشور برغم ما به من تعليقات مخالفة للرأي وساخرة، إلا أن تفاعل الكثيرين معاها واتفاق عدد كبير من الناس مع الفكرة في حد ذاته كان دافع لها أن تستمر، «أكيد بعد البوست واللي الناس نشرته بالشكل ده لإيمانهم بالفكرة.. هكمل في الطريق واتحمل اللي حصل».

اقرأ أيضا