أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، برئاسة دونالد ترامب، نهاية العام الماضي 2017، قرار نقل السفارة الأمريكية، إلى مدينة القدس، وهو القرار المؤجل منذ 1955.
وعلى الرغم من رفض 128 دولة لنقل السفارة الأمريكية، في التصويت الصوري، الذي أجرته جمعية الأمم المتحدة خلال جلستها الطارئة في نوفمبر الماضي، إلا أن الولايات المتحدة فرضت رأيها على العالم، ونقلت سفارتها، واعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل.
جرى نقل السفارة، في 14 مايو الماضي، خلال أجواء احتفالية، متزامنة مع قتل جيش الاحتلال للمتظاهرين الفلسطيين السلميين، الذي خرجوا في مسيرة «مليونية العودة وكسر الحصار على غزة».
مفاوضات متعددة
تبنت الولايات المتحدة، عدة مفاوضات دولية، من أجل الدعم والاعتراف بدولة اسرئيل، تحت ستار "حل القضية الفلسطينية"،اخرها ما عرف إعلاميًا باسم «صفقة القرن».
وزار مستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، جاريد كوشنر، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بوغدانوف، مصر والأردن والمملكة العربية السعودية، للتفاوض معهم بشأن صفقة القرن، ولم تكن أي من هذه الزيارات معلنة.
وقال «كوشنر»، في تصريحات صحفية، إن واشنطن ستعلن على الأرجح خطتها للسلام في الشرق الأوسط (صفقة القرن) حتى إذا اختار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن يبقى على الهامش.
وعلق نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس، لـ«رويترز» حول محاولات أمريكا لتمرير صفقة القرن، قائلًا: «الطريق للوصول إلى السلام واضح. هو الالتزام بحل الدولتين. دولة فلسطينية على حدود عام 67 والقدس عاصمة لها. هذا هو الطريق الى أي مفاوضات أو لقاءات».
وصرح نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، اليوم الاثنين، أن واشنطن لم تطلع روسيا على خططها الخاصة بالتسوية الإسرائيلية الفلسطينية.
الاستعانة بروسيا
بعد فرض سيطرة الولايات المتحدة لرأيها على العالم، ومحاولتها لحل القضية الفلسطينية، طبقًا لرؤيتها ورؤية إسرائيل، لجأت فلسطين للاستعانة بروسيا، للوقوف بجانبها حول هذه الصفقة غير العادلة.
وذهبت حماس، إلى موسكو في زيارات متكررة، لبحث مسار الصفقة.
الزيارة الأولى كانت في مارس الماضي، وقال موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة، في تصريحات صحفية، إن هذه الزيارة جاءت تلبية لدعوة وزارة الخارجية الروسية لمناقشة تطورات مسار المصالحة الفلسطينية و«صفقة القرن» في موسكو.
فيما جاءت الزيارة الثانية، اليوم الاثنين، وذكر بيان الحركة، المنشور على موقعها الإلكتروني الرسمي، أن الوفد يترأسه عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، وبحسب البيان، سيجري الوفد اليوم لقاء مع وزير الخارجية الروسي والمسؤولين في وزارة الخارجية الروسية.
صفقة القرن
ترتكز الخطة التي يطلق عليها «صفقة القرن» على مسألة قبول الفلسطينيين بأبو ديس عاصمة لدولتهم بدلًا من القدس الشرقية، مقابل انسحاب إسرائيل من نحو 5 قرى وأحياء عربية شرق القدس وشمالها، لتصبح المدينة القديمة بين يدي الحكومة الإسرائيلية، كما أن وادي الأردن سيكون تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، علاوةً على أن الدولة الفلسطينية ستكون من دون جيش ومنزوعة السلاح وبدون أي أسلحة ثقيلة، بالإضافة إلى تشكيل خطة اقتصادية لإعادة إعمار قطاع غزة.
ووصفت صحيفة «هارتس» الإسرائيلية، أن صفقة القرن، تتحدث عن دولة فلسطينية «منقوصة».