"من الثانوية ماقتل" شعار رفعه طلاب الثانوية العامة في كل عام، مع بدء دخولهم إلى معترك الامتحانات، الذي يتزامن مع وقوع حالات انتحار عديدة، جسدت الصورة الراسخة لدى الشارع المصري، بأن الثانوية العامة ربما تمثل "البعبع" الذي قد يقتلع أرواح الطلاب، وليس فقط أحلامهم وتطلعاتهم المستقبلية.
في سياق السطور التالية، نرصد أبرز حالات الانتحار التي جاءت بالتوازي مع خوض امتحانات الثانوية..
رجوعًا إلى بدء الامتحانات، وعلى وجه التحديد يوم الأحد الماضي، فقج أقدم طالب على شنق نفسه داخل غرفة نومه، قبل بدء الامتحانات بساعات قليلة، بسبب تعرضه لضغوطات شديدة من قبل أسرته للحصول على مجموع عالٍ.
واستغل الطالب في ذلك اليوم، عدم وجود أسرته بالمنزل قبلها، لخروجهم لقضاء بعض الاحتياجات، وقام بتعليق نفسه بغرفة نومه بحبل، وعند عودتهم فوجئوا به مشنوقًا، فقاموا بإنزاله ونقله لمستشفى بلطيم المركزي.
كما شهدت منطقة الدخيلة بالاسكندرية واقعة انتحار طالبة، بسبب ضعف مستواها الدراسى وعدم استذكار دروسها، حيث تلقى اللواء محمد الشريف مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، إخطارا من مأمور قسم شرطة الدخيلة بسقوط فتاة بمنور العقار محل سكنها بشارع الخلفاء الراشدين.
بالانتقال والفحص تبين وجود جثة "ي.ي.م" 18 سنة طالبة بالصف الثالث الثانوى بمدرسة معالى السلام الخاصة، مسجاة بمنور العقار، وترتدى كامل ملابسها، وبمناظرتها تبين إصابتها بكسور وجروح وكدمات بمختلف أنحاء الجسم.
بسؤال والدتها "س.ا.ع" 43 سنة ربة منزل مقيمة بذات العنوان، قررت بأن نجلتها قامت بإلقاء نفسها من نافذة الشقة بسكنهما بالطابق الخامس، نظرا لضعف مستواها الدراسى وعدم استذكار دروسها، ولَم تتهم أحد بالتسبب فى وفاتها، وتم إخطار النيابة العامة وتحرر المحضر إدارى الدخيلة.
وعن الأسباب التي قد تدفع الطلاب للإقدام على الانتحار، أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي أنها عادةً ما تتمحور حول وصوله إلى مرحله المراهقة، والتي يتعرض خلالها إلى شتى الضغوط النفسية، فيما يطلق عليه " تهور سن المراهقة".
وأضاف الخبير النفسي ان من ضمن الأسباب التي تدفع الطالب للانتحار، هي الضغوط النفسية التي يتعرض اليها الطالب من قبل الآباء، للمطالبة بدرجات أعلى في الامتحان والتي يدخل خلالها الطالب في حالة من العزلة ، التي من الممكن أن تؤدي إلى اختياره الانسحاب لعدم رغبته في دخول الامتحان ، مؤكدًا أن تحذيرات المدرسين للطلاب هي العامل الرئيسي في تلك الظاهرة من أجل ترهيبهم وتجسيد الامتحان على أنه "بعبع"، مما يتسبب في زيادة قلق الطلاب والضغط النفسي ، ليختاروا في النهاية الطريق الأسهل، متمثلًا في الانتحار.
واختتم فرويز قائلًا أن ثالث أسباب تفشي تلك الظاهرة، تتجلى في الضغط الأسري، والذي يلجأ من خلالها الأباء إلى العنف اللفظي مع أبنائهم، وهي الثقافة التي من الضروري أن تتلاشى، فالثانوية العامة ليست نهاية المطاف.