باحث سياسي يكشف تحديات تواجه أردوغان في انتخاباته المقبلة (خاص)

الاربعاء 02 ابريل 2025 | 12:57 مساءً
الدكتور سمير ايوب
الدكتور سمير ايوب
كتب : بسمة هاني

في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، صرّح الدكتور سمير أيوب، الباحث السياسي، بأن تركيا تمر اليوم بواحدة من أخطر التحديات التي يواجهها الرئيس رجب طيب أردوغان، خاصة في ظل تدهور الاقتصاد وانهيار سعر صرف الليرة التركية.

وأوضح أن هذه العوامل أثّرت بشكل مباشر على مستوى معيشة المواطن التركي لسنوات عدة، ما جعل قضية اعتقال أكرم أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، والإتهامات الموجهة إليه، محل تشكيك لدى جزء كبير من الشعب التركي.

انعكاسات اعتقال رئيس بلدية إسطنبول

وأشار أيوب، إلى أن التطورات الأخيرة لا تتعلق فقط باعتقال أوغلو، بل تعكس تراكمات سابقة لم يتمكن المواطن التركي من التعبير عنها بسبب السياسات القمعية التي انتهجها أردوغان. 

وأضاف أن المخاوف من تنامي دور أكرم أوغلو سياسيًا جعلت أردوغان يتخذ إجراءات استباقية لمحاولة تحجيم نفوذه قبل الانتخابات المقبلة.

تراجع الديمقراطية وتصاعد القمع السياسي

وأكد أيوب أن أردوغان أصبح يُنظر إليه على أنه دكتاتور من قبل شريحة واسعة من المواطنين الأتراك، نظرًا للسياسات القمعية غير المعلنة التي مارسها، إضافة إلى إستخدامه التهديدات والعزلة السياسية، ما أثر على علاقات تركيا مع بعض الدول الأوروبية.

وأضاف أن سياسات أردوغان، التي حاول من خلالها الموازنة بين الشرق والغرب منذ بداية حكمه لم تؤتِ ثمارها، بل أدت إلى عزلة تركيا الدولية.

التدخلات الخارجية وتأثيرها على تركيا

وأوضح أيوب أن السياسة الخارجية التي تبناها أردوغان، خاصة فيما يتعلق بتدخله في شؤون بعض دول المنطقة، انعكست سلبًا على تركيا وأدت إلى أزمات متفاقمة، خصوصًا على الصعيد الاقتصادي.

وأشار إلى أن هناك قلقًا متزايدًا داخل المجتمع التركي، لا سيما بين الطبقة العلمانية، التي ترى أنها تعرضت للتهميش ولم يُسمح لها بالتعبير عن رأيها بحرية.

الفساد داخل النظام التركي

ولفت أيوب إلى تفشي الفساد في الإدارة التركية الحالية، مع تصاعد الإتهامات التي تطال شخصيات مقربة من الرئيس، بما في ذلك ابنه، مما يعكس صورة قاتمة عن النظام السياسي في تركيا، والذي لم يعد يختلف كثيرًا عن الأنظمة التي عانت من فساد متجذر.

الانتخابات المقبلة

وأكد أيوب، أن الانتخابات المقبلة ستكون بمثابة اختبار حقيقي لأردوغان، حيث تأتي هذه التطورات في توقيت حساس قد يؤثر على المشهد السياسي الداخلي والخارجي لتركيا.

وأشار إلى أن الأزمات الإقتصادية وتدهور مستوى المعيشة قد تجعل من الصعب على أردوغان الإحتفاظ بشعبيته السابقة، خاصة في ظل ازدياد المعارضة لسياساته.

المخاوف الدولية من التغيير السياسي في تركيا

وأوضح أيوب أن هناك مخاوف لدى حلفاء تركيا من أي تغيير سياسي قد يطرأ على نظام أردوغان، خاصة أن ذلك قد يعيد تشكيل سياسات تركيا الخارجية، سواء مع روسيا، أو الصين، أو الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن روسيا على وجه الخصوص قد تخشى من وصول رئيس جديد أكثر إنفتاحًا على أوروبا، مما قد يؤدي إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو والتأثير على مشاريع استراتيجية مثل مشروع "السيل التركي" لنقل الغاز إلى أوروبا.

تأثير السياسة الداخلية على العلاقات الدولية

وأشار أيوب إلى أن ما يجري داخل تركيا لا يمكن فصله عن التدخلات الخارجية، إذ أن بعض القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، قد ترى مصلحة في تغيير النظام الحاكم في تركيا لصالح حكومة تتماشى مع سياساتها.

وشدد على أن هذا قد يكون له تأثير كبير على قضايا الشرق الأوسط، بما في ذلك الأزمة السورية والصراع العربي الإسرائيلي.

وإختتم أيوب حديثه بالإشارة إلى أن هناك دولًا تسعى إلى تغيير النظام التركي، بينما تخشى أخرى من عواقب هذا التغيير.

وأوضح أن السياسة التي انتهجها أردوغان، خاصة بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، قد ترتد عليه سلبًا، نظرًا لأن إسطنبول تمثل مفتاح الرئاسة التركية، وهو نفس المسار الذي سلكه أردوغان للوصول إلى الحكم. وبالتالي، فإن ما يحدث اليوم في تركيا قد يكون مؤشرًا على مستقبل المشهد السياسي في البلاد خلال الفترة القادمة.

اقرأ أيضا