مصطفى شلش: إسرائيل تستغل الانقسامات اللبنانية لفرض واقع جديد في الجنوب (خاص)

السبت 15 مارس 2025 | 09:32 مساءً
مصطفى شلش
مصطفى شلش
كتب : بسمة هاني

قال الدكتور مصطفى شلش، رئيس وحدة الدراسات الآسيوية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن إسرائيل تمارس ضغوطًا مكثفة على لبنان بهدف السيطرة على مواقع استراتيجية في جنوب البلاد.

 وأشار إلى أن هذه الضغوط تؤدي إلى تصعيد التوترات الداخلية، خاصة بين القوى السياسية المختلفة، حيث يشعر "حزب الله" بأنه يتم تهميشه في ظل النظام السياسي الجديد.

وأوضح شلش أن غياب شعار "الجيش والشعب والمقاومة" من البيان الوزاري الأخير يعكس محاولة لتقليص نفوذ "حزب الله"، وهو الشعار الذي كان الحزب يفرضه في الحكومات السابقة.

وأضاف أن هناك ملفات حساسة أخرى تتعرض فيها إيران و"حزب الله" لضغوط، مثل قضية تفتيش الطائرات الإيرانية والعراقية، ومحاولة تغيير التركيبة الأمنية في مطار بيروت، وهي خطوات ترى فيها إسرائيل وسيلة لإضعاف "حزب الله" وتقليص نفوذه داخل لبنان.

استراتيجية إسرائيل والرهان على الانقسامات الداخلية

لفت شلش إلى أن إسرائيل تسعى لتفجير الوضع الداخلي في لبنان عبر الضغط على الحلفاء الأمريكيين لإبراز النظام الجديد كجهة موالية للغرب ومعادية لـ"حزب الله".

وشدد على أن إسرائيل تحاول فرض معادلة جديدة في الجنوب اللبناني، حيث تسعى لاحتلال مناطق استراتيجية مطلة على الأراضي اللبنانية، مما يجعل تحرك "حزب الله" العسكري في تلك المناطق محدودًا.

وأكد أن إسرائيل والولايات المتحدة تربطان إعادة إعمار لبنان بالحصول على هدنة طويلة الأمد، على غرار ما حدث في اتفاقية وقف إطلاق النار عام 1948.

وأوضح أن "حزب الله" لا يزال يرفض هذا المسار ويتمسك بموقفه في مواصلة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار شلش إلى أن ملف ترسيم الحدود الشمالية يشكل نقطة خلافية حادة، حيث يعيد إلى الأذهان جرح الحرب الأهلية اللبنانية، وخاصة لدى الطائفة الشيعية، بسبب التحالفات السابقة بين المسيحيين وإسرائيل.

وأوضح أن هناك ذاكرة جماعية مؤلمة لدى الشيعة من فترة الاحتلال الإسرائيلي، والتي شهدت اعتقالات وخطفًا لأبناء الطائفة، ما يجعل الموقف من إسرائيل عدائيًا بشكل عميق ومتجذر.

التحولات الإقليمية وتأثيرها على الموقف اللبناني

أوضح شلش أن الأزمات الإقليمية مثل الحرب في غزة، والتوتر بين روسيا وأوكرانيا، والملف السوري، تجعل لبنان في أسفل أولويات المجتمع الدولي.

وأكد أن الانقسامات الداخلية اللبنانية تعرقل التوصل إلى موقف موحد، حيث يخشى الساسة اللبنانيون بعضهم أكثر من التهديدات الخارجية.

وأشار إلى أن إسرائيل تستغل هذه الانقسامات وتعيد إحياء مشروع "حزب الأقليات" في المنطقة، عبر تحفيز المسيحيين والدروز على التحالف معها في مواجهة "حزب الله".

وشدد على أن إسرائيل تدفع باتجاه إحياء المارونية السياسية التي كانت تهيمن على الحكم قبل الحرب الأهلية، مما يعمّق الانقسام الداخلي ويزيد من هشاشة الوضع اللبناني.

الهدف الإسرائيلي: مكاسب استراتيجية وهدنة طويلة

أكد شلش أن الرفض الإسرائيلي لترسيم الحدود ليس رفضًا نهائيًا، بل هو جزء من استراتيجية تفاوضية تهدف لرفع سقف المطالب ثم التراجع لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

واختتم بأن إسرائيل تسعى لتحقيق خمسة مواقع استراتيجية في جنوب لبنان، إلى جانب فرض اتفاقية وقف إطلاق نار طويلة الأمد، مما يمنحها تفوقًا عسكريًا وجغرافيًا في المنطقة.

اقرأ أيضا