شيخ الأزهر يدعو لإنشاء قواعد بيانات توثق الجرائم ضد المسلمين

السبت 15 مارس 2025 | 07:53 مساءً
الإمام الطيب شيخ الأزهر الشريف
الإمام الطيب شيخ الأزهر الشريف
كتب : محمود عبد الرحمن

ألقى فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، مشيدًا بالجهود التي بذلتها الدول الإسلامية في الأمم المتحدة لتسليط الضوء على هذه الظاهرة التي تمثل تهديدًا للسلم العالمي.

شيخ الأزهر يدعو لإنشاء قواعد بيانات توثق الجرائم ضد المسلمين

وفي كلمة ألقاها نيابة عنه السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، عبّر فضيلة الإمام عن تقديره لموقف السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الذي تحدث بإنصاف عن الإسلام، مؤكدًا أن مثل هذه المواقف العادلة تُسهم في التصدي للأحكام المسبقة والصور النمطية المغلوطة التي يسعى البعض إلى إلصاقها بالإسلام لأغراض سياسية.

وأكد شيخ الأزهر أن الإسلام، المشتق اسمه من السلام، هو دين الرحمة والتسامح والتعايش بين البشر بمختلف ألوانهم وعقائدهم، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء: 107)، موضحًا أن تاريخ المسلمين يشهد على تعايشهم السلمي مع أتباع الديانات الأخرى لقرون طويلة.

وأشار فضيلته إلى أن الإسلاموفوبيا ليست سوى نتيجة للجهل بحقيقة الإسلام ومحاولات متعمدة لتشويه مبادئه السمحة، مستغلين تفسيرات خاطئة وأحداث عنف لا تمت للإسلام بصلة. 

وأكد أن الإسلام، الذي يدعو إلى التعارف والتعاون، لا يمكن أن يكون مصدرًا للتطرف والإرهاب كما يُروج له البعض، بل يجب الاعتراف بحقيقته كدين رحمة وسلام.

وشدد على أن مواجهة خطابات الكراهية أصبحت ضرورة حتمية في ظل تصاعد النزاعات والتطرف، داعيًا إلى توحيد الجهود لبناء جسور التفاهم وتعزيز ثقافة الحوار والتسامح بدلًا من التفرقة والصدام، مشيرًا إلى أن الحوار بين الأديان والثقافات لم يعد ترفًا بل بات ضرورة لإنقاذ الإنسانية من براثن الجهل وسوء الفهم.

كما دعا شيخ الأزهر إلى سنّ تشريعات ملزمة ومبادرات توعوية لتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل، مؤكداً أن الإسلام يقرّ التنوع الديني والثقافي باعتباره سنة كونية، مشددًا على أن مكافحة الإسلاموفوبيا ليست معركة المسلمين وحدهم، بل مسؤولية كل من يؤمن بالعدالة وحقوق الإنسان.

وأوضح فضيلته أن الأزهر الشريف، بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، كان سبّاقًا في التصدي لهذه الظاهرة عبر الحوار مع الغرب، وإطلاق "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقعها مع البابا فرنسيس في أبوظبي عام 2019، فضلًا عن تنظيم مؤتمرات عالمية وإرسال قوافل سلام لنشر رسالة الإسلام القائمة على الاعتدال والتعايش.

كما أشار إلى دور مرصد الأزهر في مكافحة التطرف عبر رصد الظواهر السلبية ونشر الفهم الصحيح للإسلام، مشددًا على ضرورة العمل الجماعي لوضع تعريف دولي للإسلاموفوبيا، وتوثيق الجرائم الناتجة عنها، وسنّ قوانين رادعة تضمن حماية المسلمين من التمييز والكراهية.

وفي ختام كلمته، أكد الإمام الأكبر أن التصدي للإسلاموفوبيا يجب أن يكون جهدًا مستدامًا يشمل التعليم، والإعلام، والتشريعات الداعمة لكرامة الإنسان، داعيًا إلى تطوير آليات فعالة لمراقبة هذه الظاهرة والحد من تأثيرها، حتى يسود السلام والتسامح بين الشعوب.

اقرأ أيضا