بدر الماضي: نتنياهو يطيل الأزمة لتعزيز نفوذه ويسعى لإقصاء حماس سياسيًا (خاص)

الاثنين 03 مارس 2025 | 10:42 صباحاً
استاذ علم الاجتماع السياسي الجآمعة الألمانية الاردنية
استاذ علم الاجتماع السياسي الجآمعة الألمانية الاردنية
كتب : بسمة هاني

وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شكره إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيدًا بدوره في دعم إسرائيل عسكريًا وتوفير ما وصفه بـ الأسلحة اللازمة لمواجهة التحديات الأمنية.

كما أكد نتنياهو تأييد حكومته الكامل لخطة ترامب بشأن غزة، والتي تتضمن إطلاق سراح نصف المختطفين فورًا وتمديد وقف إطلاق النار لمدة 50 يومًا.

لكنه شدد، في الوقت ذاته، على أن إسرائيل لن تتردد في اتخاذ إجراءات إضافية ضد حركة حماس إذا لم يتم تنفيذ بنود الخطة، ما يعكس استمرار التعقيد في المشهد الإقليمي وسعي تل أبيب إلى فرض شروطها في المفاوضات الجارية.

نتنياهو يناور سياسيًا لضمان بقائه في السلطة

قال الدكتور بدر الماضي، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الألمانية الأردنية، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على إطالة أمد الأزمة الحالية دون البحث عن حلول حقيقية، وذلك لتحقيق عدة أهداف سياسية وأمنية.

ولفت الماضي إلى أن نتنياهو يسعى إلى استغلال هذه الأزمة لتعزيز موقفه السياسي داخل إسرائيل، سواء داخل حكومته أو على مستوى الدولة ككل، خصوصًا في ظل التحديات التي يواجهها بشأن مستقبله السياسي والانتخابات القادمة.

وأوضح أن استمرار الحرب يمنحه فرصة للمقايضة عليها، مما يساعده على تحقيق مكاسب شخصية وسياسية.

الضغط على الدول العربية

وأكد الماضي أن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل تستخدم هذه الأزمة للضغط على الدول العربية المؤثرة في المفاوضات، بهدف التأثير على أي ترتيبات مستقبلية تتعلق بحركة حماس.

وأشار إلى أن نتنياهو يسعى لضمان عدم عودة حماس كطرف سياسي في أي مشروع مستقبلي يتعلق بقطاع غزة، حيث يرى أن القضاء على حماس داخل القطاع يعني إنهاء المقاومة المسلحة إلى حد كبير.

تحقيق نموذج مشابه للضفة الغربية

وأوضح الماضي أن نتنياهو لا يهدف فقط إلى إضعاف حماس، بل يسعى أيضًا إلى خلق واقع أمني جديد في غزة يشبه الوضع في الضفة الغربية.

ولفت إلى أن هذا السيناريو يتضمن استبدال المقاومة بأجهزة أمنية محلية غير معادية لإسرائيل، مما يسهل تحقيق الأهداف الإسرائيلية في المنطقة.

أهداف إسرائيلية إستراتيجية في غزة

وشدد الماضي على أن إسرائيل ترى في تفكيك الفصائل المسلحة وسيلة لتعزيز استقرارها الأمني، وليس لصالح السلطة الفلسطينية.

وأضاف أن غياب المقاومة في غزة سيؤدي إلى تقليل التهديدات الأمنية، وهو ما يتماشى مع المصالح الإسرائيلية طويلة الأمد.

واختتم الدكتور بدر الماضي حديثه قائلًا إنه بهذه الاستراتيجية، يعمل نتنياهو على تحقيق مكاسب داخلية وخارجية، في ظل استمرار التوترات وعدم وجود أفق حقيقي لإنهاء الأزمة.

اقرأ أيضا