الحرب التجارية بين الصين وأمريكا.. هل يستفيد الاقتصاد المصري؟

يعيش المشهد الاقتصادي العالمي واحدة من أصعب فتراته بعد تولي الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ولايته الثانية، والتي بدأها بإعلان الحرب التجارية ضد الصين، التي تُعد واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم، مما ينعكس بالضرورة سلبًا على الاقتصاد العالمي، خاصة الدول النامية، التي من المتوقع أن تدفع الجزء الأكبر من ضريبة تلك الحرب التجارية بين القطبين الاقتصاديين الكبيرين في العالم.

ضبابية المشهد وانحسار نظرة التفاؤل فيه

وعلى الرغم من ضبابية المشهد وانحسار نظرة التفاؤل فيه، إلا أن هناك زاوية أخرى يراها البعض تلوح في الأفق، حول الآثار الإيجابية لتلك الحرب على اقتصادات بعض الدول، ما جعل البعض يتساءل عن إمكانية استفادة الاقتصاد المصري من الحرب التجارية التي تدور رحاها الآن بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

في هذا السياق، يقول د. مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، إن الاقتصاد المصري سيتأثر حتمًا بتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بسبب وجود علاقات تجارية مع كلا البلدين، حيث تُعد مصر شريكًا تجاريًا كبيرًا لهما، كما أن السياسات الأمريكية سوف تؤثر بشكل مباشر على قيمة الدولار، مما سيؤدي إلى ارتفاع سعر الصرف أمام الجنيه.

وعن الفرص المتاحة أمام الاقتصاد المصري للاستفادة من الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، أوضح الخبير الاقتصادي، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، أن هناك بالفعل فرصًا واعدة من الممكن أن تستفيد منها الأسواق الناشئة في ظل الصراع التجاري بين الدولتين، ومن بينها الاقتصاد المصري، وذلك من خلال العمل على جذب الاستثمارات من كلا البلدين، خاصة من الصين، نظرًا لحجم التبادل التجاري الكبير معها، ومن الممكن أن تكون مصر مركزًا صناعيًا عالميًا، مما يساهم في تعزيز الصادرات المصرية، ويفتح فرص تشغيل، ويحقق فوائد اقتصادية طويلة الأمد. كما أن مصر يمكن أن تكون منفذًا للمنتجات الصينية إلى أوروبا ودول أفريقيا.