قال الدكتور رامي زهدي، خبير الشؤون الإفريقية، إن السيطرة على جسر سوبا يشكل نقطة تحول استراتيجية في معركة الخرطوم، حيث تعيد رسم ميزان القوى بين أطراف الصراع.
الموقع الجغرافي ودوره في العمليات العسكرية
وأضاف في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، أن الموقع الجغرافي للجسر، كونه أحد المعابر الرئيسية على النيل الأزرق، يجعله شريانًا حيويًا لحركة القوات والإمدادات، خاصة بين جنوب وشرق الخرطوم، وهي مناطق تضم مراكز صناعية ولوجستية بالغة الأهمية.
خطوط الإمداد والقدرات القتالية
وأكد أن إحكام السيطرة على الجسر يمنح الطرف الممسك به عدة مكاسب حيوية، أبرزها تعزيز خطوط الإمداد، حيث يتيح نقل الذخائر والمعدات العسكرية بسهولة وسرعة، مما يسهم في دعم العمليات الهجومية أو تعزيز القدرات الدفاعية للقوات المسيطرة.
تطويق الخصم وإضعاف قدراته العسكرية
وأشار إلى أن الجسر يمثل أيضًا نقطة حاسمة في استراتيجية تطويق الخصم، إذ يمكن أن يؤدي إلى عزل القوات المتمركزة في شرق الخرطوم عن بقية المدينة، مما يضعف قدرتها على المناورة أو تلقي الإمدادات والتعزيزات العسكرية.
التحكم في الحركة المدنية والعسكرية
وشدد على أن الجسر لا يؤثر فقط على العمليات العسكرية، بل يمتد تأثيره إلى التحكم في الحركة المدنية والعسكرية، حيث يمكن للطرف المسيطر فرض قيود على تنقل الأفراد والسلع، وهو ما قد يشكل ورقة ضغط سياسية وعسكرية مهمة في سياق الصراع الدائر.
تأثير السيطرة على الجسر في مسار المعركة
وأوضح أن السيطرة على جسر سوبا لا تعد مكسبًا تكتيكيًا محدودًا، بل قد تكون عاملًا جوهريًا في ترجيح كفة أحد الأطراف، خاصة إذا تزامنت مع إحكام السيطرة على محاور أخرى استراتيجية، مثل جسر المنشية وشارع الستين، مما قد يؤدي إلى تغيير جذري في مسار المعركة.
التطورات الميدانية وانعكاساتها على الصراع
ولفت في ختام حديثه إلى أن التطورات الميدانية المرتبطة بهذا الجسر قد تفرض معادلات جديدة في الصراع، وتجعل من السيطرة عليه عاملًا حاسمًا في رسم مستقبل المواجهات العسكرية في الخرطوم.