السويداء.. هل تنفصل أولى المحافظات السورية عن حكم الشرع؟ (خاص)

الاثنين 24 فبراير 2025 | 05:09 مساءً
كتب : بسمة هاني

في ظل تصاعد التوترات في الجنوب السوري، شهدت محافظة السويداء تطورًا لافتًا تمثل في عرض عسكري نظمه المجلس العسكري حديث التشكيل في منطقة سد العين.

يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه التحركات العسكرية والمواقف السياسية التي تعيد رسم المشهد في المنطقة، وسط احتجاجات شعبية على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الوجود الإسرائيلي ومستقبل الجنوب السوري.

العرض العسكري وتأثيره على المشهد في السويداء

أجرى المجلس العسكري استعراضًا عسكريًا بمشاركة العشرات من المسلحين، في خطوة تهدف إلى إبراز قوته المتنامية في المنطقة.

كما أعلنت قرية بكا انضمامها إلى المجلس، مما يعكس تنامي الزخم الشعبي والعسكري حول هذا الكيان الجديد.

إحتجاجات ضد تصريحات نتنياهو

بالتزامن مع هذا الحراك العسكري، تجمع عدد من المواطنين في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء للتعبير عن رفضهم لتصريحات نتنياهو التي أكد فيها رفضه لدخول قوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد إلى المناطق جنوبي دمشق، مشددًا على التزام إسرائيل بحماية الدروز في سوريا.

التجاهل الرسمي وتنامي الاستياء الشعبي

وسط هذا التصعيد، يتزايد غضب المواطنين والناشطين السوريين تجاه ما يرونه تجاهلًا رسميًا من الحكومة السورية لهذه التطورات، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى مستقبل الجنوب السوري واحتمالات اندلاع مواجهات جديدة في المنطقة.

فهل يمهد هذا المشهد لتحولات عسكرية كبرى في الجنوب السوري؟ أم أن هذه التحركات ستظل في إطار استعراض القوة دون تصعيد حقيقي؟

أوضح الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، أن تشكيل المجلس العسكري في السويداء يمثل خطوة مفاجئة أربكت المشهد السوري الداخلي، وزادت من تعقيد موقف الحكومة الانتقالية التي تواجه ضغطًا متزايدًا.

وأشار إلى أن هذه الخطوة قد تدفع مزيدًا من الحركات المسلحة، سواء كانت جماعات أو ميليشيات، إلى التكتل تحت كيانات مستقلة بعيدًا عن الدولة السورية، مما يفاقم الانقسام الداخلي ويضع تحديات إضافية أمام جهود إعادة هيكلة الجيش ووزارة الدفاع.

إسرائيل واستغلال الموقف.. تنسيق أم ذرائع؟

ولفت سليمان إلى أن إعلان تشكيل المجلس العسكري في السويداء تزامن مع تصريحات لافتة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي حذر من المساس بالدروز في سوريا، مؤكداً أن إسرائيل لن تسمح بدخول قوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد إلى المناطق الجنوبية.

كما شدد على ضرورة نزع السلاح في الجنوب السوري، وهو ما يعكس وفقًا لسليمان محاولة إسرائيلية لاستغلال الوضع لتحقيق نفوذ إضافي في المشهد السوري المضطرب.

تهديدات لوحدة الأراضي السورية

وأكد سليمان أن تصريحات نتنياهو لا يمكن فصلها عن التطورات الحاصلة، حيث يمكن أن تكون هناك أشكال مختلفة من التنسيق المباشر أو غير المباشر بين إسرائيل وبعض الأطراف في الجنوب السوري.

وأوضح أن مثل هذه التحركات قد تمثل تهديدًا كبيرًا لوحدة الأراضي السورية، خاصة إذا تكررت سيناريوهات مشابهة في مناطق أخرى.

وأضاف أن الخطر الحقيقي يكمن في إمكانية استقطاب بعض الفصائل لصالح أجندات إقليمية، مما يفتح الباب أمام مزيد من التدخلات الخارجية التي تعقد الأزمة السورية أكثر فأكثر.

اقرأ أيضا