أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن بلاده ترفض أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل ما لم يتم الإعلان عن دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.
وشدد على أن الموقف الجزائري ثابت ولم يتغير عبر العقود، حيث يرتبط أي تقارب مع إسرائيل بتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
الموقف الجزائري من التطبيع
في حديثه لصحيفة لوبينيون الفرنسية، أوضح تبون أن الجزائر لن تكون مستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل إلا في اليوم الذي تعلن فيه دولة فلسطينية كاملة السيادة.
وأكد أن هذه الرؤية ليست مجرد موقف شخصي، بل نهج استراتيجي ثابت في السياسة الجزائرية.
استمرار نهج الرؤساء السابقين
وأشار تبون إلى أن هذا الموقف ليس جديدا، بل يتماشى مع سياسات الرئيسين السابقين الشاذلي بن جديد وعبد العزيز بوتفليقة، اللذين أكدا أن القضية ليست خلافا مع إسرائيل كدولة، بل تتعلق حصريا بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
ثبات الموقف الجزائري في دعم فلسطين
يجسد الموقف الجزائري التزامه الدائم بدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، ما يعكس توجه الجزائر ضمن الإطار العربي الرافض لأي تطبيع لا يحقق الحقوق الفلسطينية.
قراءة تحليلية للموقف العربي
يرى الباحث المتخصص في الشؤون الدولية والاستراتيجية، الدكتور طارق البرديسي، أن الموقف العربي في هذا السياق يرتكز على اشتراط إعلان دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود 4 يونيو 1967 كشرط أساسي لأي تطبيع مع إسرائيل.
وأكد أن هذا الموقف واضح ولا يقبل الجدل أو التأويل، إذ تسعى الدول العربية إلى إقامة علاقات مع إسرائيل ضمن إطار يضمن الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين.
هل يعكس الموقف الجزائري مرونة جديدة؟
وأشار البرديسي إلى أن الجزائر لطالما اتخذت موقفا صلبا ضد التطبيع، لكن التغير الأخير في خطابها قد يعكس رؤية جديدة أكثر مرونة، تهدف إلى تحقيق مكاسب للفلسطينيين والعالم العربي.
وشدد على أن الجزائر قد تنضم إلى المعسكر العربي الذي يربط التطبيع مع إسرائيل بإعلان دولة فلسطينية، في إطار السعي نحو السلام والاستقرار في المنطقة.
الجزائر بين الاعتدال والدبلوماسية العربية
ولفت البرديسي إلى أن الجزائر بدأت تقترب من الدول العربية ذات السياسة المعتدلة، مثل مصر والأردن والإمارات، والتي تؤكد على ضرورة إعلان الدولة الفلسطينية كشرط للتطبيع مع إسرائيل.
وأشار إلى أن توقيت هذا التحول يحمل دلالات مهمة، خاصة في ظل التصريحات المتطرفة التي تتحدث عن مشاريع تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، وهي مزاعم ترفضها الدول العربية بشكل قاطع.
التطبيع المشروط: طريق نحو الاستقرار
وأكد البرديسي أن الموقف العربي أصبح أكثر تماسكا في مواجهة التحديات الإقليمية، حيث تدعم الدول العربية إقامة علاقات مع إسرائيل شريطة الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية.
كما شدد على أن الاستقرار في المنطقة لن يتحقق دون هذا الاعتراف، باعتباره حجر الأساس لأي اتفاق سلام مستدام.