زيارة وزير الخارجية الأمريكي لبنما: نقاشات حول النفوذ الصيني (خاص)

الثلاثاء 04 فبراير 2025 | 12:38 مساءً
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو
كتب : بسمة هاني

في ظل التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وبنما، تأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، لتكون محورية في مناقشة القضايا المتعلقة بالنفوذ الصيني في قناة بنما، إضافةً إلى ملفات الهجرة. ورغم بعض التقدم الذي أحرزته الزيارة، لا تزال التحديات قائمة. وأكد الرئيس البنمي، خوسيه راؤول مولينو، استعداد بلاده للتعاون مع واشنطن في عدة ملفات.

إلا أن الملف الأبرز تمثل في المخاوف الأمريكية من تزايد النفوذ الصيني في المنطقة، ما دفع الولايات المتحدة إلى تحذير بنما من مغبة عدم اتخاذ إجراءات لحماية حقوقها بموجب المعاهدات الدولية.

الضغوط الأمريكية تؤثر على قرارات بنما

قال الخبير في الشؤون الأمريكية وعضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات في الولايات المتحدة، ماركو مسعد، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، إن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، نجح في تحقيق أهداف زيارته، حيث جاءت نتائجها متماشية مع توجهات إدارة ترامب.

وأكد مسعد أن التصريحات التي صدرت عقب الزيارة كشفت عن قرار بنما بوقف التعاون مع الصين وتعليق مذكرة التفاهم الموقعة معها، مما أدى إلى تقليل نفوذ بكين في قناة بنما، وهو ما كان الهدف الأساسي لواشنطن.

وأضاف أن إدارة ترامب قد تسعى مستقبلاً إلى فرض مزيد من الضغوط على بنما بهدف استعادة السيطرة على القناة، وهو خيار مطروح، رغم أن الأولوية الحالية كانت إبعاد الصين عن هذا الممر المائي الاستراتيجي.

وأشار مسعد إلى أن التصريحات الأولية الصادرة عن المسؤولين في قناة بنما نفت وجود أي ارتباط رسمي مع الصين، لكن تم الكشف لاحقًا عن وجود مذكرة تفاهم بين الطرفين، مما يعكس مدى تأثير الضغوط الأمريكية على الحكومة البنمية.

وفي ظل هذه التطورات، قد تستمر الولايات المتحدة في تكثيف ضغوطها، سواء بهدف استعادة قناة بنما أو لضمان إقصاء النفوذ الصيني عنها بشكل كامل.

أهداف استراتيجية لواشنطن

وفي السياق ذاته، أوضح المحلل السياسي الدكتور نبيل ميخائيل، في تصريحات لـ"بلدنا اليوم"، أن زيارة ماركو روبيو إلى بنما جاءت لتحقيق عدة أهداف استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة.

وبيّن أن أولى هذه الأهداف تتمثل في احتواء النفوذ الصيني المتزايد في أمريكا اللاتينية، والذي يشكل تحديًا كبيرًا للمصالح الأمريكية في المنطقة.

وأشار إلى أن الزيارة كانت أيضًا فرصة لمناقشة قضايا الهجرة، خاصةً مع استعداد بعض الدول لاستقبال المهاجرين غير الشرعيين الذين سيتم ترحيلهم من الولايات المتحدة.

وأضاف ميخائيل أن أحد الأهداف المهمة للزيارة كان قياس ردود فعل الدول اللاتينية حيال دعوة ترامب لاستعادة الولايات المتحدة السيطرة على قناة بنما، وهو الأمر الذي قد يثير جدلًا واسعًا في المنطقة.

وأوضح أن زيارة روبيو كانت فرصة لتقييم آثار الحرب التجارية التي تخوضها الولايات المتحدة ضد الصين وكندا والمكسيك، وانعكاساتها على العلاقات الاقتصادية الأمريكية مع دول أمريكا اللاتينية.

وشدد ميخائيل على أن الزيارة تناولت أيضًا مراجعة ملفات حساسة تمثل تحديات مستمرة، مثل تجارة المخدرات، والجريمة المنظمة، والهجرة، والنمو الاقتصادي، وهي قضايا تُشكل محور اهتمام واشنطن في علاقاتها مع جيرانها الجنوبيين.

وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو
ماركو مسعد بواشنطن

اقرأ أيضا