خاص| خبير دولي: التدخلات الدولية تزيد الأزمات.. والمبادرات الإقليمية هي الحل

الثلاثاء 31 ديسمبر 2024 | 01:06 صباحاً
أرشيفية
أرشيفية
كتب : بسنت شعراوي

يعيش الشرق الأوسط في مرحلة حرجة من التحولات السياسية والاقتصادية، حيث يشهد المنطقة تطورات كبيرة في مجالات عدة، من بينها العلاقات العربية الإسرائيلية، والتدخلات الإقليمية والدولية التي تؤثر بشكل مباشر على الأوضاع الداخلية في العديد من الدول. مع تصاعد التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل، تثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه العلاقات ستخدم مصلحة القضية الفلسطينية، أم أنها ستكون مجرد خطوة لتلبية المصالح البراغماتية للدول.

في هذا السياق، تبرز التدخلات الإقليمية والدولية كعامل محوري في تشكيل ملامح الاستقرار في المنطقة. وتختلف هذه التدخلات بين السعي لحل الأزمات من خلال المبادرات الإقليمية، وبين التدخلات العسكرية أو غير المباشرة التي تزيد من تعقيد الأوضاع، كما هو الحال في سوريا. تترقب المنطقة ما قد تفضي إليه هذه التحولات من تأثيرات على التوازنات السياسية، في وقت تسعى فيه القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا للصراع على النفوذ في المنطقة.

قال أحمد العناني خبير علاقات دولية، إن تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل يأتي في سياقات براغماتية، لكنه قد يمثل فرصة لدعم القضية الفلسطينية إذا تم توظيفه بشكل استراتيجي.

التطبيع في ميزان المصالح المشتركة

أوضح العناني أن اتفاقيات التطبيع، مثل "اتفاقات أبراهام"، تعتمد على المصالح البراغماتية بين الأطراف، لا سيما في الملفات الاقتصادية والتبادل التجاري. وشدد على أهمية أن تلعب الدول العربية دوراً أكبر في استثمار هذه العلاقات لصالح القضية الفلسطينية، بدلاً من التركيز فقط على المصالح الذاتية.

وأشار إلى أن العلاقات الإسرائيلية العربية الأخيرة تبنى على مصالح اقتصادية وجيوسياسية، تشمل حماية الممرات البحرية، والتصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة.

المبادرات الإقليمية مقابل التدخلات الدولية

أكد العناني في حديثه عن التدخلات الدولية والمبادرات الإقليمية، أن المبادرات تسعى غالباً لحلول سلمية ودبلوماسية، بينما تزيد التدخلات الدولية من تعقيد الأزمات الداخلية للدول. وأشار إلى سوريا كمثال واضح على التدخلات الدولية، حيث تلعب تركيا وروسيا وإيران أدواراً متباينة تسببت في تعميق الأزمات.

وأضاف أن بعض الدول العربية، مثل مصر والأردن والسعودية والإمارات، تعمل على دفع المبادرات السلمية في المنطقة بعيداً عن التدخلات العسكرية.

التغيرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط

في السياق ذاته، تحدث العناني عن التحولات الأخيرة في المنطقة، مثل تطبيع العلاقات الإيرانية الخليجية، معتبراً أن هذه التقاربات تخدم استقرار المنطقة وتعزز الحلول الدبلوماسية. كما أشار إلى أن تغير سياسات تركيا تجاه الخليج ومصر يُظهر إدراكاً متزايداً لضرورة التهدئة الاقتصادية والسياسية، خاصة بعد جائحة كورونا التي أثقلت كاهل الاقتصادات العالمية.

التوازن الإقليمي وأهميته

اختتم العناني حديثه بالإشارة إلى أن تحقيق التوازن الإقليمي يعتمد على استقرار الدول وتعزيز التحالفات العسكرية والاقتصادية. وأكد أن الدول تحتاج إلى المزيد من التفاهمات لتعزيز مصالحها المشتركة ومواجهة التحديات الإقليمية بشكل أكثر فاعلية.

أرشيفية
احمد العناني

اقرأ أيضا