لا تكاد أي دولة أخرى قادرة على إدارة انهيار الحكومة ببطء وحذر كما تفعل ألمانيا في هذه المرحلة.
تصويت الثقة المقرر يوم الاثنين في البرلمان الألماني ضد المستشار أولاف شولتز، الذي من المرجح أن يخسره، يعد خطوة جديدة في عملية بدأت منذ بداية نوفمبر، وتؤدي إلى انتخابات مبكرة في 23 فبراير.
ورغم أن الحزب اليميني المتطرف "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) قد يسعى لعرقلة سير الأحداث الأسبوع المقبل، إلا أن ما سيحدث بعد ذلك يبدو واضحًا إلى حد كبير.
الدستور الألماني، الذي وُضع لتجنب الفوضى التي شهدتها جمهورية فايمار والتي أسهمت في صعود النازية، يحتوي على مجموعة من الأحكام التي تهدف إلى ضمان تفكك الحكومة بأكبر قدر من الاستقرار والنظام.
إليك ما يمكن توقعه في المرحلة المقبلة:
ما هي الخطوة التالية؟
عند مواجهة شولتز في البوندستاغ يوم الاثنين، من المتوقع أن يسحب غالبية النواب البالغ عددهم 733 من مختلف الأحزاب الثقة من المستشار المنتمي إلى الوسط-اليسار.
تُعد خسارة التصويت خطوة إجرائية حتمية تمهد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة، وذلك بعد انهيار الائتلاف الثلاثي الذي كان يقوده شولتز الشهر الماضي.
خلال الجلسة يوم الاثنين، سيقدم شولتز خطابًا لمدة 25 دقيقة يشرح فيه الأسباب التي دفعته لطلب التصويت على الثقة. وبعد الخطاب، سيُجرى نقاش برلماني يستمر ساعتين، يتبعها تصويت النواب سواء بسحب أو تأكيد ثقتهم في المستشار.
هل النتيجة محسومة؟
على الرغم من عدم وجود شيء مستحيل، فإن فرص خسارة شولتز في التصويت تبدو عالية، وهو ما يأمل فيه أيضًا.
الحزب الوحيد الذي قد يُحدث مفاجأة هو "البديل من أجل ألمانيا" (AfD)، المعروف بتحركاته التكتيكية غير المتوقعة في التصويتات السابقة. بعض نواب الحزب صرحوا بأنهم قد يدعمون شولتز خشية أن يؤدي فريدريش ميرتس، المستشار المقبل من الحزب الديمقراطي المسيحي (CDU) اليميني، إلى جر ألمانيا إلى حرب بسبب دعمه الأكبر لأوكرانيا ضد روسيا مقارنة بشولتز.
حاليًا، يتصدر حزب ميرتس (CDU) وحزبه التوأم البافاري، الاتحاد الاجتماعي المسيحي، استطلاعات الرأي بفارق كبير.
قال يورغن بول، أول نائب من "البديل من أجل ألمانيا" يعلن دعمه لشولتز، لـموقع POLITICO: "لا أريد رؤية ميرتس في موقع المسؤولية تحت أي ظرف". ومع ذلك، من المتوقع أن يتبع أقلية فقط من نواب الحزب البالغ عددهم 76 هذا المسار.
حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي يحتل المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي، من المرجح أن يصبح القوة المعارضة الأكبر بعد الانتخابات، لذا فإنه يمتلك مصلحة في حل البرلمان.
من جهة أخرى، يبدو أن قادة مجموعة البرلمان لحزب الخضر سيعملون على تحييد أي مفاجآت قد تطرأ من اليمين المتطرف عبر دعوة نوابهم للامتناع عن التصويت.
ذلك يعني أنه حتى إذا دعم جميع نواب "البديل من أجل ألمانيا" ومجموعة شولتز البرلمانية المستشار، فإن الأغلبية لن تتحقق.
ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
إذا خسر شولتز التصويت، فسيقترح في وقت لاحق من يوم الاثنين على الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير حل البوندستاغ. وأضاف شولتز للصحفيين يوم الأربعاء: "إذا وافق الرئيس على اقتراحي، سيتمكن الناخبون من انتخاب بوندستاغ جديد في 23 فبراير. هذا هو هدفي".